بر
الوالدين .
(ارجع إليهما؛ فأضحكهما كما أبكيتهما)
.
روى أهل السنن إلا الترمذي بسند صحيح و صححه الألباني
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما
أنه قال :
جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقال:
( جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان "
.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( ارجِع إليهما ؛ فأضحكهما كما أبكيتهما
)
( ارجِع إليهما ؛
فأضحكهما كما أبكيتهما )
عبارة من نبي الرحمة صلى الله عليه و سلم كلما أقرأها
أحس بدموعي
تتحرك من مآقيها قد يتجاهل البعض حق
والديه عليه، و يتشاغل عنهما
و لكن
!!..
تناسى ضعفه ، و طفولته و كم قاسيًا من أجله ألا يعلم
أن إحسانهما
و
فضلهما سابق و حقهما واجب ؟ و ما جزاء الإحسان إلا
الإحسان
ألا يعلم أنه بذلك قد أغلق في وجهه أبواب التوفيق و
لو ملك الدنيا ؟
يقول أحدهم :
كان
فلان ذا منصب مرموق ، غني حتى الترف ، أعجب
بشبابه،
و
فتوته، و تعليمه و جاهه و مرتبته الوظيفية ، يسكن في حي راقي ،
أصحابه من نفس الطبقة أما أبواه فسكنهما في حي شعبي
مستوري الحال
لا يشغلهم إلا الاطمئنان عليه إذا أبطأ عن زيارتهما
أتوه بسيارة الأجرة
و كان
يؤذيهما و يتأفف من ذلك و ينهرهما و في أحد الأيام صادف
أنهما
أتيا و عنده مناسبة لأصحابه ، و كانا في الباب فلما
علم قال لخادمه
اصرفهما لئلا يعلم أصحابي من هما ! .. سبحان الله
و بعد فتره قصيرة مرض الرجل و دخل المستشفى ، في أول
الأمر كان
الكل يزوره و يومًا بعد يوم تناقص
الزوار حتى لم يبقى له من زائرين
ألا
أبواه فقط و بشكل يومي عندها علم أنهما يريدان
حياته و يريد
موتهما " ندم بعد فوات الأوَانِ " .
يقول صاحب القصه
و ما هي إلا فتره وجيزة , و غادر الدنيا باكيًا , و
لم يبكيه إلا أبواه
فهل نعي الدرس
أم نكون درسًا لغيرنا !؟
اللهم اغفر لنا و لوالدينا و والديهم
اللهم ارحمهم كما ربونا صغارا
اللهم
و اجزهم عنا خير الجزاء
و صلِّ
اللهم و سلم على نبينا محمد
و على
آله و صحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق