من الخطأ ، أن نظن ، أن الطفل الصغير لا يفرِّق بين الكذب و الصدق،
فالطفل يولد على الفطرة ، ولكنه يتعلّم الكذب أو الصدق من البيئة
المحيطة به.
فالكذب صفة مكتسبة ،
و عادة ما يكون عرضًا ظاهريًا لدوافع نفسية ، تجيش في نفس الطفل.
فالطفل الذي يأمره والده، أن يجيب في الهاتف بأنّه غير موجود ، أو الأم
التي تطلب من ابنتها ، أن تجيب عنها جارتها بأنّها غير موجودة كي
تتخلص من زيارة جارتها لها ، هذا الطفل أو الطفلة ، يصعب عليهما تعلم
الصدق ، و تجنب الكذب في المستقبل ، و لا يجوز أن نكذب أمام الطفل
بدعوى أنّها "كذبة بيضاء".
لماذا يكذب الاطفال :؟:
- ينبغي في البداية التأكيد على أنّ هناك نوعًا من الكذب يسمى "الكذب
الخيالي"، و لا نستطيع أن نصفه بالكذب ، و هو ما قد يشاهد عند الأطفال
الصغار في سنِّ الرابعة مثلًا ، فإذا جاء طفل في الرابعة من عمره بقصة
من نسج خياله ، فلا يصح أن نعتبرها كذبًا ، فالطفل ذو خيال خصب ،
و هو في تلك السن ، لا يستطيع التمييز بين الواقع و الخيال ، و كلّما زاد
سنُّه استطاع ، أن يفرِّق بين الحقيقة و الخيال ، و يتلاشى هذا النوع
من الكذب.
- و قد يكذب الطفل هربًا من العقاب ، أو قد يكذب عدوانًا على أخيه
الأصغر ؛ لأنّه يغار منه ، فيتهمه بأنّه هو الذي كسر الأشياء أو أتلف
المذياع ، و سبب ذلك الكذب التفرقة في المعاملة بين الأخوين.
- و قد يكذب الطفل مازحًا مع أصدقائه بغية الفكاهة.
- و قد يكذب الطفل الذي يشعر بالنقص ، كي يستدرَّ عطف المحيطين به ،
فقد يدَّعي أنه مريض ؛ لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة ، و هنا ينبغي
التأكد من صدقه أو كذبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق