الخميس، 5 فبراير 2015

ابتغى الإسلام دينًا فأعزه الله


لما جاء الدور على عمر رضي الله عنه و هو في رحلته
- إلى بيت المقدس قال لسالم مولاه :
أعد لنا راحلة واحدة أي ( ناقة )
واحدة لم يأخذ عمر رضي الله عنه راحلاتين في بلد تكثر فيها النوق
بفضل الله كثيرة .. و لكن عمر رضي الله عنه كان أمينًا على بيت المال
لم يكلف بيت المال شيئًا فأخذه راحلة واحدة وَ تعجب سالم
فقال: و أين الثانية يا أمير المؤمنين ..
قال :
يا سالم لنتناوب الركوب فوق الراحلة.
فيقترح عمر رضي الله عنه على سالم
أنا أركب و أنا خارج من المدينة حتى لا تعيب الناس عليك
كانوا العرب يقسمون أسفارهم على مراحل حتى ترتاح دوابهم و يرتاح
من فوقها أيضًا . .
- فقال عمر رضي الله عنه لسالم:
أنا أركب و أسمعك جزء من القرآن و تصحح لي ثم أنزل و تركب أنت
فجعل عمر الراكب يتلو لأنه مستريح و سالم يسمع ثم يركب سالم
و يسمع عمر الجزء الذي يليه حتى إذا انتهت ختمة القرآن بدأوا بختمة
أخرى.. لم يمل عمر من سماعه كتاب الله أو تسمعيه لكلام الله عز و جل.
- فلما بلغت رحلتهم المرحلة الأخيرة كانوا على مشارف بيت المقدس
و كان الدور على سالم في الركوب..
و لكن سالم مهذب قال : يا أمير المؤمنين إني أرى على البعد رجال يقفون
فاركب أنت ..
فقال له عمر رضي الله عنه :
يا سالم ما أنت أغنى مني بالثواب و ما أنا أغنى منك بالثواب
فأقسم عمر على خادمه سالم بالركوب .. عمر يجر خطام الناقة بيمناه
فرأى مخاضة من الطين فخلع عمر نعله ووضعه تحت إبطه الأيسر
و يمسك ناقة مولاه سالم بيده اليمنى و يخوض في بركة من الطين بعد
هذه البركة إذا بـ أبي عبيدة و الوفد المستقبل و القساوسة و رهبان
بيت المقدس في انتظار أمير المؤمنين عمر- خرج عمر وقد وصل الطين
إلى أسفل ركبته .. قال له أبو عبيدة هامسًا : أهكذا بين هؤلاء..؟
فقال له عمر و هو يتعجب من أبو عبيدة
و هو أمين وحي السماء كيف ينظر هذه النظرة
اسكت أبا عبيدة والله لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام
فإن ابتغينا العز في غير الإسلام أذلنا الله
- جيء بالماء لعمر غسل الطين عن ساقيه ولبس حذائه وقف الأساقفة
والقساوسة كبيرهم يعد الرقع التي في ثوب عمر فتعجب الحاضرون ..
فبكى كبير الأساقفة قال : قرأنا في كتبنا المقدسة أن الذي يتسلم مفاتيح
بيت المقدس حاكم عادل يمشي و غلامه راكب في ثوبة سبعة عشرة
رقعة فسجد الأساقفة ..
- ابتغى الإسلام دينًا فأعزه الله فحكم فعدل فنام رسيخ البال
أليس في هذا الوقت الأولى التمسك بديننا ليعزنا الله ؟.
رضى الله عنك و أرضاك أيها الفاروق . عُمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق