تسربنا من أشياء وتسربت منا أشياء تغيرنا فلم يعد هو الزمان الذي
عشناه وعشقناه وترك بصماته على أعماقنا وتركنا بصماتنا على
سويعاته وتغير المكان فلم يعد هو المكان الحميم، الذي عرفنا واعتدنا
ونزفنا طفولتنا وحكاياتنا وأحلامنا على ترابه. فقدنا الكثير من الأشياء
وتنازلنا عن الكثير من الأشياء.
ووجدنا أنفسنا فوق :
بقعة من واقع لا تمت لأحلامنا بصلة، وجسدنا أدوارًا لا تناسبنا ولا
تحمل ملامحنا .. واحتسينا الخضوع من كأس الظروف قطرة قطرة تغيرت
الوجوه من حولنا وكثرت الأقنعة أمامنا وتلوثت الأعماق وسال الوحل
كالأدوية في طرقات علاقاتنا الإنسانية وساءت النوايا بلا حدود.
فقدنا أشياء وفقدتنا أشياء .. ودمرنا أشياء
وضاعت أحلام وضاعت أوطان ونكست أعلام وفقدنا شهية الحياة
والاستمرار والبقاء أصبحنا على الرف المهمل من الحياة ووجدنا أنفسنا
خارج سياج حكاية كانت لنا يومًا وطنًا
وخارج حصون مشاعر كانت لناذات يوم أملًا
وخارج حصون مشاعر كانت لناذات يوم أملًا
وخفتت أنوار بهت عالمنا الملون وانطفأت شموعنا
المضيئة .. وفقد الحب هويته .. وذبل الورد فوق أسوار أحلامنا
وفقدنا شهية الكتابة .. وشهية الرسائل .. وشهية الانتظار .. وأشياء
أخرى كنا ذات يوم نمارسها .. بطفولة واشتهاء .. وربما غباء .. احترقت
مدن أحلامنا .. واحترق أطفال دفاترنا .. وخمدت نار الحنين إليهم
وهجرنا أطلالهم .. وأسدلت ستائر المشهد الأخير.
وبنى النسيان أعشاشه في داخلنا ...
استسلموا واستسلمنا للرحيل .. فرحلوا .. ورحلنا .. غابوا ... وغبنا
ففرت منا خلفهم أشياء كنا نحتفظ بها في قفص الذكرى .. وصندوق
الذاكرة .
ففر الأمان .. وفر الحنين .. وبقينا أسرى أسوار حكاية إحساس
ففر الأمان .. وفر الحنين .. وبقينا أسرى أسوار حكاية إحساس
باءت بالفشل امتلأنا بالخوف .. وامتلأنا بالذل .. وامتلأنا بالحزن
وامتلأنا باليأس.
وشهدت أعيننا سقوط مدن من العزة والكبرياء
قضينا أجمل العمر وأكثر العمر في تشييدها ...
مرت سنوات العمر ... كبرنا .. تغيرت ملامحنا في المرآة .. تضخمت بنا
السنوات .. وجفت أشجار أيامنا ... ونزفنا صحتنا كالماء ... وأصبحت
تفاصيلنا وطقوسنا تاريخًا .. رحلت أشياء .. وجاءت أشياء .. وتغيرت أشياء
واختفت أشياء .. وارتفعت أشياء .. وسقطت أشياء .. وبنيت
أشياء ... وانهارت أشياء ... وضاعت أشياء ... وسرقت أشياء
وتطهرت أشياء .. ودُنست أشياء
قد لا تبدو الامور كما عهدناها فى السابق لاننا نحن تغيرنا فكيف للأشياء
أن تظل ساكنة لا تتغير قد يكون فى السكون والثبات الموت والنهاية لذلك
يظل التغير أمرًا لازمًا وطبيعيًا في الحياة ولكن أى تغيير جمع أرواحنا؟؟؟
كل ما نكرهه هو حصاد هذا التغيير نحن أبطال تلك القصص الحزينة
المأساوية لا أحد غيرنا ، مازالت هناك لحظات فى العمر لم تغب
فرصة لحكايا وقصص و تغييرات تستحق الخلود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق