أمر الله تعالى المؤمنين الصالحين بالمسارعة إلى
الصالحات والمسابقة
في عمل الخيرات , قال سبحانه :
{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ
أَيْنَ
مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ
جَمِيعًا
إِنَّ
اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
}
سورة البقرة .
ووصف عز وجل المؤمنين المتقين بأنهم هم الذين يسارعون
في الخيرات
ويتسابقون إلى فعلها , قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ
وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
(60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ
لَهَا سَابِقُونَ (61)}
سورة
المؤمنون .
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على المبادرة والمسارعة
في عمل الخير
, قبل أن تتغير النفوس وتتقلب القلوب ,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
:
( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ
اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا
وَيُمْسِى كَافِرًا وَيُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ
كَافِرًا يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ
بِعَرَضٍ مِنَ
الدُّنْيَا )
أخرجه أحمد2/303(8017) و\"مسلم\" 1/76
.
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في
المسارعة
والمبادرة إلى الخير ,وعدم تسويف المسابقة إليه
فعَنْ
عُقْبَةَ ، قَالَ:
( صَلَّيْتُ وَرَاءَ النًّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
بِالْمَدِينَةِ ، الْعَصْرَ ،
فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا ، فَتَخَطَّى
رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ
، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ ، فَخَرَجَ
عَلَيْهِمْ ، فَرَأَى أَنَّهُمْ
عَجِبُوا
مِنْ
سُرْعَتِهِ ، فَقَالَ : ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا
، فَكَرِهْتُ
أَنْ
يَحْبِسَنِي ، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ
)
أخرجه أحمد 4/7(16251)
و\"البُخَارِي\"1/215(851).
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ:
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ
النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ
مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ
، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ
لَيْلَةٍ
مِنْ
رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم
أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ
)
أخرجه أحمد 1/230(2042) و\"البُخَارِي\" 1/4(6)
و4/229(3554)
و\"مسلم\" 7/73(6075).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق