فضائل إطعام الطعام
إطعام الطعام خير الأعمال :
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما
( أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي
الإسلام خير؟
قال :«تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم
تعرف»)
وقال صلى الله عليه وسلم
:
( أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على
مسلم،
تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا
)
وخير الناس من يقوم بهذا
الأمر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
( خياركم من أطعم الطعام )
وفي إطعام الطعام أجر جزيل مدخر عند
الله:
ففي مسند الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله
عنها
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمْ التَّمْرَةَ
وَاللُّقْمَةَ،
كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ،
حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت
فلم تعدني.
قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما
علمت أن
عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته
لوجدتني
عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني. قال: يا رب
كيف أطعمك
وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي
فلان
فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
)
وفي سنن الترمذى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله
عنه
ا أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
( مَا بَقِيَ مِنْهَا»؟ قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا
إِلَّا كَتِفُهَا
قَالَ :«بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا
)
وبإطعام الطعام تنال معونة الله :
تسلية خديجة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لما فزع من
جبريل عليه
السلام في الغار قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ رضي الله
عنها :
( كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَ اللَّهِ لَا يُخْزِيكَ
اللَّهُ أَبَدًا؛ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ
الرَّحِمَ،
وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ،
وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي
الضَّيْفَ،
وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ
)
* ومعنى الكل : الثقيل، فكل من حمل عن آخر أمرا أعياه
فهو ممن حمل
الكل* وتكسب المعدوم: تعطيه مالا، * وتَقري الضيف :
والقِرى طعام
الضيف، * وتعين على نوائب الحق، النائبة:
النازلة
والنجاة من أهوال القيامة تكون
به:
قال تعالى :
{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا
وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا *
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا
قَمْطَرِيرًا *
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورً }
عبوساً: تعبِس فيه الوجوه. وقمطريراً:
شديداً.
وهو سبب للنجاة من النار:
فلقد قال رسولنا صلى الله عليه
وسلم:
( اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ
)
و من أسباب دخول الجنة:
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
( اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا
السلام،
تدخلوا الجنة بسلام )
يقول المناوي –رحمه الله-
:
"(وأطعموا الطعام ) للبر والفاجر (وأفشوا السلام )
أي: أظهروه وعموا
به الناس ولا تخصوا المعارف ( تدخلوا الجنة بسلام )
أي: فإنكم إذا فعلتم
ذلك ومتم عليه دخلتم الجنة آمنين لا خوف عليكم ولا
أنتم تحزنون"
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا، تُرَى ظُهُورُهَا
مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا
مِنْ ظُهُورِهَا». فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ:
لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ :«لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ
الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ،
وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ
)
فماذا نطعم؟
كل ما يؤكل وينتفع به، ومن إطعام الطعام سقي الماء،
فالماء طعام
- لقول الله تعالى:
{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ
اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ
فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي
إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ
}
- وعن أبي هريرة رضي الله
عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
( ليس صدقة أعظم أجراً من ماء
)
قال البيهقي حكاية عن شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه
الله أنه قرح
وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب، وبقي فيه
قريبا من سنة،
فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له
في مجلسه يوم
الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان يوم
الجمعة الأخرى
ألقت امرأة في المجلس رقعة، بأنها عادت إلى بيتها
واجتهدت في الدعاء
للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول
الله صلى الله عليه وسلم
كأنه يقول لها: قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على
المسلمين، فجئت
بالرقعة إلى الحاكم، فأمر بسقاية بنيت على باب داره،
وحين فرغوا من
بنائها أمر بصب الماء فيها، وأخذ الناس في الشرب، فما
مر عليه أسبوع
حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن
ما كان،
وعاش بعد ذلك سنين".
ومن نطعم ؟
-
تعاهد جيرانك،
فلقد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم
لأبي ذر صلى الله عليه وسلم
:
( يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً
فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ
)
وعند الطبراني
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
( مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ
جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ
)
- ويُعنى الإنسان بإكرام الضيف بتقديم أطيب ما عنده
من الطعام،
فهذا من الإيمان.
- واللقمة في فم امرأتك لك بها
أجر.
- وحضنا ديننا على إطعام
المسكين.
- ومن أطعم صائما ففطره فله مثل أجره
.
-
وبالجملة ففي كل كبد رطبة أجر، فعن عبد الله بن
عمرو
رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم
فقال:
(إني أنزع في حوضي، حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي
البعير
لغيري فسقيته، فهل في ذلك من أجر؟ فقال رسول
الله
صلى الله عليه وسلم: «إن في كل ذات كبد
أجراً»)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صلى الله عليه
وسلم
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ :
( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ إِذْ اشْتَدَّ
عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ
بِئْرًا،
فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، وَخَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ
يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ
الْعَطَشِ،
فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ
مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ
مِنِّي،
فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ
أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، حَتَّى رَقِيَ، فَسَقَى
الْكَلْبَ،
فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ». فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي
الْبَهَائِمِ
لَأَجْرًا؟ فَقَالَ: «فِي كُلِّ ذِي كَبِدٍ رَطْبَةٍ
أَجْرٌ )
وعنه صلى الله عليه وسلم
قَالَ:
قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:
( بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ
يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ
بَغَايَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ،
فَغُفِرَ لَهَا بِهِ )
وورد الترهيب من عدم الحض على إطعام الطعام، أو
منعه:
( كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته
)
يقوت: من يلزمه قوته، والقوت ما يقوت
البدن
ويكف عن الحاجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق