احذروا من أذية الجار فإنَّ للجار حقوقاً
،
وقد
وصى الله بالجار فقال في كتابه :
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَبِذِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى
وَالْجَارِ الْجُنُبِ
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ }
وصحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال
:
( ما
زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه
)
وقال :
( يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقا فاكثر ماءها وتعاهد
جيرانك )،
وقال :
( لا يمنع جارٌ جاره أنْ يغرز خشبة في جداره
)
وقال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
،
ومن
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت
)
مما
تقدم يتبين لنا /
منـزلة الجار في نظر الإسلام وأنَّ ما نراه عند كثير
من الناس الآن
من الذين لا يهتمون بحق الجوار ، ولا يأمن جيرانهم
شرورهم فتراهم
دائماً في نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق ،
وإيذاء بالقول والفعل
كل هذا مخالف لما جاء به القرآن والسنة الصحيحة ،
وإنَّ ما نراه من ذلك
موجبٌ لتفكك المسلمين ، وتباعد قلوبهم وإسقاط بعضهم
حرمة بعض .
وعلى المسلم إذا ابتلي بجار سوء أنْ يصبر عليه ،
فإنَّ صبره سيكون
سبب خلاصه منه ،
� فقد جاء رجل إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يشكو
جاره فقال له :
( اصبر ) ثم قال له في الثالثة أو الرابعة : ( اطرح
متاعك )
في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون ما لك
؟
فيقول
: آذاني جاري فيلعنون جاره حتى جاءه وقال له :
( رد متاعك إلى منْزلك فإني والله لا أعود )
.
مما تقدم من نصوص الكتاب والسنة نعلم كيف عني الإسلام
بالجار عناية
عظيمة ؛ إذ حث على الإحسان إليه بالقول والفعل وحرم
أذاه بالقول
والفعل ، وجعل الإحسان إليه ومنع الأذى عنه من خصال
الإيمان ،
ونفى
الإيمان الكامل عن من لا يأمن جاره شَرّهُ
،
وأخبر أنَّ خير الجيران عند الله خيرهم لجاره
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق