عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال:
قال رسول الله عليه
وسلم:
( ثلاثة لا يَنظُرُ اللّهُ إليهِم يومَ القِيامَةِ:
العاقّ لِوالِديه ، والمَرأةُ
المُتَرَجِّلَةُ المُتَشَبِّهَةُ بالرِجالِ ،
والديّوثُ. وَثلاثَة لا يَدخُلونَ الجَنَّةُ:
العاقّ لِوالِديهِ ، والمُدمِنُ الخَمرِ ، والمنَّانُ
بِما أعطى )
(رواه
الطبراني والنسائي والحاكم)
خلق الله الرجل والمرأة من نفس واحدة:
{ هُو الّذي خلقَكُم مِن نَفس واحدة وَجَعَلَ مِنها
زوجَها
لِيَسكُنَ إليها } (29)
وبذلك
تساوى الرجل والمرأة في إنسانيتهما وما يترتب على ذلك من
تكاليف ، لكنهما مختلفان في التركيب الجسدي بحيث كان
أحدهما مكملا
للآخر وليس بديلا عنه ، قال تعالى
{ هُنّ لِباس لَكُم وأنتُم لِباس لَهُنّ }
(30).
لذلك كان
تشبُّه النساء بالرجال وتشبه
الرجال
بالنساء أمر مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها
.
وإن ترجُل المرأة أو تخنث الرجل هو تعبير عن السخط
على
مشيئة
الله تعالى:
ـ{ ولا تَتَمَنّوا ما فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بعضَكُم
على بَعض ،
للرِجال نَصيب مما
اكتَسَبوا ولِلنَساءِ نَصيب مِما اكتَسَبنَ ـ}
(31)
إن ترجل النساء يعني ذهاب الحياء و ابتذال المرأة
وتعريض كرامتها
للمهانة وتكليفها فوق ما تطيق . أما تخنث الرجال
فيتبعه الميوعة
واضمحلال الأخلاق. لذلك حرم الله تعالى التبرج للنساء
وتقليدهن للرجال
في اللباس والتصرفات ، وسنّ رسول الله صلى الله عليه
و آله وسلم سننا
خاصة لهن في اللباس والخطاب والتعامل فيما بينهن أو
مع الرجال ،
مثلما سنّ سننا للرجال ،
{
تِلكَ حُدودُ اللّهِ فَلا تَعتَدوها
ومَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللّه فأؤلئِكَ هُمُ الظالِمون
} (32).ـ
إن
الحياء للمرأة هو أفضل ما يزينها .
فإذا
سقط حياؤها أصبح المجتمع أشبه بغابة تنتشر فيها الهوام . ولقد
فرض الله الحجاب صيانة للمجتمع من الوصول إلى درك
البهائم . لذلك
فاستقامة المرأة تستوجب تمسكها بما فرض الله عليها من
حجاب وعدم
تبرج وغض للبصر وطاعة لزوجها أو الوليها وحفظ للأمانة
الملقاة على
عاتقها في بيتها وولدها ، وإن اضطرتها الحياة للعمل
عرفت حدود الشرع
مما أحل الله وحرم ولم تتعد ذلك أبدا . أما تصرف
الرجل مع النساء
الاجنبيات فهو الآخر محدود بحدود الله مما فرض كغض
البصر واجتناب
الخلوة المحرمة والابتعاد عن مواطن الشبهات وعدم
الميوعة
في خطابه للنساء وغيرها.
أما المنّان فهو الذي يؤذي الناس بتخجيلهم وجرح
شعورهم بما أسدى
إليهم من شيء يظنه فضلا . قال
تعالى:
{ يا أيُّها الّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم
بالمَنّ والأذى } (33)
فالمنّ خلق ذميم لا يليق بالإنسان السوي فكيف وهو
محبط للعمل وممحق
لأجور الآخرة؟ ولو فكر المنّان بما يمنّ به لعلم أن
النعمة التي يمنّ بها
هي من عند الله والله قدير على أن يسلبها منه ويعطيها
لمن يمنّ بها
عليه. والمؤمن الصادق يشعر بأنه إذا أعطى صدقة لفقير
محتاج فإنه
أصبح لهذا الفقير منّة عليه لأنه كان مساعدا له في
اكتسابه الثواب من
عند الله تعالى . فإن كان الأمر كذلك فكيف يشعر بمنّة
على غيره مهما
أسدى لغيره من معروف أو بذل من
مال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق