عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه
عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
( إن المُؤمنَ يَرى ذَنبَهُ كأنَّهُ في أصل جَبَل
يَخافُ أن يَقَعَ عَليه
وإنّ الفاجرَ يَرى ذُنوبَهُ كَذُباب وَقَعَ عَلى أنفه
فقال لَهُ هكذا )
رواه
الترمذي وأحمد
.
وقال الله تعالى :
{ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ
اتَّقَى }
، فالمؤمن لا ينظر إلى نفسه إلاّ بعين اللوم
والمحاسبة ولا ينظر إليها
بعين الفخر والتزكية والعجب . وهكذا فهو بذلك يرقى في
مراتب القرب
من الله غير ملتفت إلى ما حصل عليه من ثواب آملا
المزيد ، بل يخاف
من الذنوب والخطايا مهما كانت صغيرة فرب مهلكة صغيرة
أحبطت أعمال
خير كثيرة ، ولسان حاله يقول : لا تنظر إلى صغر ذنبك
ولكن انظر لمن
عصيت!! وإن أكبر عقبة في اكتساب درجات القرب من الله
تعالى هو
التهاون في المعاصي. فالمؤمن يخاف ذنوبه مهما كانت
صغيرة و يراقب
نفسه ، ويستغفر الله مما ألمّ به من ذنوب على الدوام
، فرب صغائر
اجتمعت على صاحبها فأهلكته ، كما سبق في
الحديث
. لذلك فالمؤمن يخشى الله ويَتَّقْهِ ويرجو رحمته
وثوابه ولا يتَّكِلَ إلى عمله
مهما قدم من أعمال صالحة .
وهذا الأسلوب وسيلة لتزكية النفس وتطهيرها مما يلمّ
بها من ذنوب
ومعاصي مهما كانت صغيرة . وفي مقابل ذلك إن رأى ذنبا
من غيره
ستره
والتمس لصاحبه العذر فذلك دأب الصالحين
دوما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق