تجهيز جناح داخل المستشفى
لاستقبال الضيوف والمهنئين
أصبحت
المبالغة والمباهاة هي السمة البارزة لبعض مناسبات مجتمعنا
في
السنوات الأخيرة، فالكل يبحث عن الظهور بمستوى لا يقل عن الآخرين
مهما
كانت الأوضاع المادية متواضعة،
حتى
صارت مناسبات استقبال المواليد تتطلب "إتكيت" خاص،
وتحضير
طويل يصاحبه اهتمام بأدق التفاصيل وأحدثها،
بدءاً
من تكاليف زينة "غرفة الولادة" بالمستشفيات وغرف الاستقبال
بالمنزل،
وتجهيزات "فترة النفاس"، والهدايا التي تقدم للزائرين،
وانتهاءً
إلى ما يسمى "السفر بعد الأربعين"؛
ما
أثقل كاهل الأزواج الذين وجدوا أنّ تلك الاستعدادات تشكل ضغوطاً
مادية
عليهم،
وتعكر فرحتهم بمولودهم.
واللافت
المثير أن استقبال بعض النساء للضيوف في المستشفى لمدة ثلاثة
أيام؛
أصبح كافياً عن زيارتهن في المنزل، بل إن "غرفة المستشفى"
امتلأت
بالهدايا والورود، وهو ما يترك تفسيراً عن سبب اهتمام النساء
بمكان
الولادة، ومستوى تصنيف الغرف والأجنحة في المستشفى،
ومدى
إمكانية توفر صالون استقبال، ومدى سعته، وأثاثه، وتجهيزه بالخدم،
والتنسيق
مع "القهوجيات".
بذخ وغيرة !
وأوضحت
"ر" أنّها تحرص على البحث عن كل جديد بزينة المواليد
حالها
مثل كثير من السيدات - كما تقول - مشيرة إلى أنّها تختار كل شيء
ضمن
حدود البساطة والمعقول، من دون إثقال كاهل زوجها بتكاليف باهظة،
معتبرةً
أنّ "إتيكيت" استقبال المولود تعبير جميل عن الفرحة بقدومه،
ولكن
المبالغة والبذخ بسبب الغيرة والمنافسة بين السيدات قتلت فرحة
بعض
الأسر، وتحديداً "مستورة الحال"، فكل زوجة تريد أن
تكون
هي الأفضل مهما كلفها
الأمر، بل إنّ بعضا منهن يتجهز لتلك المناسبة
من
الأشهر الأولى للحمل، وتفرض على زوجها قائمة من
الطلبات
التي لا يمكن أن يوفرها
إلاّ من خلال القروض أو الاستدانة من الآخرين.
وقالت
إنّ ميزانية التجهيز المسبق لمولودها الأول تجاوزت (5000)
ريال،
شملت
"مفرش النفاس" والملابس الخاصة باستقبال الزائرات،
وأجود
أنواع "الشوكولاته"، وهدايا للزوار،
حيث
أحضرت هدايا للأطفال المصاحبين لأمهاتهم، وهدايا
للأمهات،
وكبيرات
السن، لافتةً إلى أنّها طوال فترة "النفاس"
كانت
حريصة على العناية بنفسها، فبدأت بشراء وتجهيز كل ما هو جديد لها
من
ملابس، ومستلزمات، وعمدت إلى تغيير قصة ولون شعرها،
مشترطةً
على زوجها ألا تعود إلى منزلها إلاّ بعد السفر لإحدى الجهات
السياحية
لقضاء "أسبوع عسل" بعد معاناة أشهر الحمل،
لا
سيما وأنّها تنازلت عن تكاليف الحجز في أحد المستشفيات الخاصة،
وتزيين
غرفة الولادة التي تستقبل بها المهنئين.
تقليد
ومحاكاة
وقالت
"م": "أصبح الأمر يدعو إلى التعجب
والدهشة،
حيث بات مجرد بهرجة
زائدة عند زيارة المرأة المنجبة،
وعلى
الرغم من الحالة المادية المتواضعة لتلك
الأسر،
إلاّ أنّها دخلت ما يشبه
سباقا تنافسيا؛ لدرجة صرف مبالغ طائلة من أجل
استقبال
المولود"، متسائلةً "هل هو تقليد ومحاكاة أم خوف من الانتقاد
والسخرية؟"،
متهمة بعض الحوامل الموظفات بالبذخ والإسراف الزائد
عند
التعبير عن فرحتهن باستقبال مواليدهن.
هدايا
ومصروفات
وأضافت
"هـ" أنّ بعض السيدات أصبحن يبالغن في
الاهتمام
بتنسيق وتزيين غرفة
الولادة في المستشفى،
إذ
تتولى منظمات الأفراح تنظيم وتزيين تلك الغرف لمدة لا تتجاوز
ثلاثة أيام
بقيمة
مبالغ بها، إضافة إلى مصروفات الضيافة،
والتصوير،
والورود، والهدايا،
والأواني الفاخرة، والقهوجيات، والخدم،
مؤكدة
أنّ فرحة قدوم المولود لا تقدّر بثمن، ولكن المبالغة و"حب
الفشخرة"
أفقدت
تلك المناسبات جمالها الذي كان يتميز بالبساطة والعفوية.
السفر بعد
الأربعين
وعدت
"س" أنّ السفر بعد الأربعين فرصة لإعادة روح العلاقة الزوجية
بعد
فترة غياب المرأة عن زوجها، مبينةً أنّ زوجها استقبلها بعد
عودتها
من منزل أهلها بتجهيز
احتفال بسيط بالمنزل،
وقدّم
لها مفأجاة "تذاكر سفر" كهدية لسلامتها والمولود،
حيث
انتشلت تلك المفاجأة علاقتهما من الفتور الذي انتابها في فترة
شهور
الحمل
الأخيرة، وكذلك طوال مدة النفاس،
وكان
للسفر أثر كبير على نفسيتها، منوهةً بضرورة ألا تدخل الزوجات
أزواجهن
في "أزمة القروض" رغبة في السفر، وحتى تظهر لمن
حولها
من النساء بأن زوجها
سافر بها بعد الأربعين.
نورة
العطوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق