البشر عند الله صنفان لا
ثالث لهما :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَأْتِيَ يَوْمٌ
لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا
خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ
}
[ البقرة : 254
]
لابدّ من مقدمة ، هؤلاء
البشر الستة آلاف مليون ، أو هؤلاء
البشر
من آدم إلى يوم القيامة
مصنفون في مقاييس البشر بمئات التصنيفات ،
لكنهم جميعاً عند الله
صنفان لا ثالث لهما ، صنف عرف الله فانضبط
بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ،
فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وصنف
غفل
عن الله وتفلت من منهجه
، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في
الدنيا
والآخرة ، ولن تجد صنفاً
ثالثاً ،
قد يقول أحدكم ما الدليل
؟
لولا الدليل لقال من شاء
ما شاء، الدليل قوله تعالى :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى
}
[ الليل : 1 - 4
]
1 ـ صنف عرف الله فانضبط
بمنهجه وأحسن إلى خلقه
فسلم وسعد في الدنيا
والآخرة :
متنوع مليون اتجاه لكنهم
جميعاً يصبون في خانتين، دقق :
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى
وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }
[ الليل : 5 , 6 ]
بنى حياته على العطاء ،
بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء
،
يعيش ليعطي من كل شيء ،
من علمه ، من ماله ، من جاهه ، من وقته
،
من خبرته ، من عضلاته
:
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى
وَاتَّقَى }
[ الليل : 5
]
واتقى أن يعصي الله ،
يعني استقامة وعمل صالح :
{ وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى }
من بنى حياته على العطاء
ساق الله له كل شيء لصالح دخوله الجنة
الترتيب يبدو معكوساً هو
صدق بالحسنى ، صدق أنه مخلوق للجنة ،
وأنه جاء إلى الدنيا ليدفع
ثمن الجنة ، الاستقامة سلبية
والعمل الصالح إيجابي ،
الاستقامة ما غششت ، ما أكلت مالاً حراماً ،
ما اغتبت ، ما أسأت ، ما
كذبت ، سلبية ، أعطى من وقته ، من ماله ،
من علمه ، من خبرته ، من
جاهه :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*
فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى }
[ الليل : 5 - 7
]
هذا أول صنف ، هذا الصنف
في جميع البلاد موجود ، أعطى واتقى
وصدق بالحسنى ، أي صدق
بالحسنى فاتقى أن يعصي الله ،
فبنى حياته على العطاء ،
يعني أعطى لأنه صدق بالحسنى ،
اتقى لأنه صدق بالحسنى ،
الرد الإلهي لكل واحد منا :
{ فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى }
[ الليل : 7
]
سوف يسوق له ربنا كل شيء
لصالحه ، لصالح سعادته ،
لصالح سلامته ، لصالح
فوزه ، لصالح دخوله الجنة :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*
فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى }
[ الليل : 5 - 7
]
2ـ صنف غفل عن الله وتفلت
من منهجه وأساء إلى خلقه
فشقي وهلك في الدنيا
والآخرة :
الصنف الثاني
:
{ وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى }
[ الليل : 9
]
آمن بالدنيا ، الجنة
والنار في الدنيا ، الغني في جنة
والفقير في جنة ،
فاستغنى أن يطيع الله ، لا يوجد حاجة يطيعه
،
وبنى حياته على الأخذ
صدقوا لن تجد على
سطح الأرض في
الستة آلاف مليون صنفاً
ثالثاً :
{ وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثَى*
إِنَّ سَعْيَكُمْ
لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى*
فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى
* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
[ الليل : 1 - 10
]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق