قال ابن خلدون رحمه الله :
ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة
والفقهاء , فإن كثيرا من المنتحلين للعبادة وسلوك الدين يذهبون
إلى القيام على أهل الجور من الأمراء , داعين إلى تغيير المنكر ,
والنهي عنه , والأمر بالمعروف رجاء في الثواب عليه من الله ,
فيكثر .
( الإيمان ) لابن أبي شيبة (ص7) .
فتح الباري (1/61) .
اتباعهم والمتشبهون بهم من الغوغاء والدهماء , ويعرضون أنفسهم
في ذلك للمهالك وأكثرهم يهلكون في تلك السبل مأزورين
غير مأجورين ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لم يكتب لهم ذلك .
من طلب الإمارة وكل فيها إلى نفسه :
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن سمرة ,
فقال : يا عبد الرحمن , لا تسأل الإمارة ؛ فإنك إن أعطيتها
عن مسألة وكلت إليها , وإن أعطيتها عن غير مسألة , أُعِنتَ عليها .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
فمن لم يكن له من الله إعانة , تورط فيما دخل فيه , وخسر
دنياه وعقباه , ومن كان ذا عقل , لم يتعرض للطلب أصلا .
مقدمة ابن خلدون (1/280-281) .
رواه البخاري (6622) ومسلم (1652) ,
ولفظ رواية أبي داود : وكل فيها إلى نفسه .
الفتح (13/133) .
الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عن دفع السفهاء :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء ,
وهذا شأن الفتن , كما قال الله – سبحانه وتعالى - :
{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً }
الأنفال25 ,
وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله .
فتنة الخطباء :
قال خبير الفتن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه - :
إن الفتنة وكلت بثلاث : بالحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه ,
و بالسيف , و بالخطيب الذي يدعو إليها , و بالسيد , فأما هذان
فتبطحهما لوجوههما , و أما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده .
منهج السنة (4/343) .
رواه أبو نعيم بن حماد في الفتن (352) ,
وابن أبي شيبة (15/17-18) , وأحمد في الزهد
( 2/136) , وأبو نعيم في الحلية
(1/274) واللفظ له , وأبو عمر والداراني في
السنن الواردات في الفتن (28) .
فتنة الدهماء :
قال الإمام الماوردي – رحمه الله - :
مع أن لكل جديد لذة , ولكل مستحدث صبوة , وقال النبي
صلى الله عليه وسلم :
( إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان ) .
فتصير البدع فاشية , ومذاهب الحق واهية , ثم يفضي الأمر
إلى التحزب والعصبية , فإذا رأوا كثرة جمعهم وقوة شوكتهم ,
داخلهم عز القوة ونخوة الكثرة , فتضافر جهال نسالهم ,
وفسقة علمائهم بالميل على مخالفيهم , فإذا استتب لهم ذلك ,
زاحموا السلطان في رئاسته , وقيموا عند العامة جميل سيرته ,
فربما انفتق ما لا يرتق , فإن كبار الأمور تبدو صغارا .
رواه أحمد , وهو صحيح .
درر السلوك في سياسة الملوك (ص120-121) .
عاقبة الخروج على السلطان :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان , إلا وكان
في خروجها من الفساد وما هو أعظم من الفساد الذي أزالته .
من نزع إلى السلاح وكل إليه :
قال عمر بن يزيد : سمعت الحسن أي – البصري – أيام يزيد بن
المهلب قال : وأتاه رهط, فأمرهم أن يلزموا بيوتهم , ويغلقوا عليهم
أبوابهم , ثم قال :
والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل السلطان صبروا , ما لبثوا
أن يرفع الله ذلك عنهم , يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه , ووالله
ما جاءوا بيوم خير قط ! .
ثم تلا :
{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ
وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }
الأعراف137 .
منهج السنة النبوية لابن تيمية (3/390) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق