السؤال
♦ الملخص:
سيدة تزوَّجتْ مِن رجل متزوجٍ، ثم لم يستطع الحياة معها بسبب طلب
الأولى للطلاق، ثم أخبَرَها أنه مريض نفسي وطلَّقَها، وتسأل:
كيف أستعيد حياتي بعد طلاقي مِن مريضٍ نفسيٍّ؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ متزوجة من رجل متزوج ولديه أولاد، تَقَدَّم للزواج مني واقتنعتُ
بأسباب رغبته في التعدُّد، ورغم رفضي التام للتعدُّد فإنني رحبتُ
بالزواج منه، وكانتْ مشيئة الله تعالى بعد الاستخارة.
أكْرَمَني الله بالحمل، وفجأة أخبَرَني زوجي أن زوجته تطلب الطلاق،
وتُخيِّرني بينها وبينك! ثم طلب مني الانتقال إلى مدينة أخرى غير
المدينة التي أسكن فيها، ثم أهْمَل حقي ولا يأتي إليَّ إلا كلَّ فترة،
وزاد إهماله لي بعد الوضع.
بدأ يُعلِّق الطلاق على كل فعلٍ أفعله، ثم أخبرني أنه مريضٌ بمرض
الوسواس القهري ومرض الذهان العقلي؛ فحاولتُ أن أتعايشَ مع الأمر،
لكن تعبتُ نفسيًّا من كثرة أفعاله، وازدادتْ مُضايقتُه لي وكَثُر الخلاف بيننا،
وفي النهاية أخبرني أنه لا يستطيع الاستمرار معي، فطلبت الطلاق فطلَّقني!
تعبتُ نفسيًّا، وليس لي إلا ابنتي، وحياتي متوقِّفة
فأخبِرُوني: كيف أستعيد حياتي بعد طلاقي مِن مريضٍ نفسيٍّ؟
الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن
ظنك بنا، وأن نكونَ خيرَ معينٍ لك بعد الله في تجاوُز ما تمرين به.
يَمُرُّ على الإنسان في حياته بعضُ المواقف والعلاقات التي يَتَمَنَّى أن
يتجاوَزَها على الأرجح بأقل ضررٍ ممكن، ولن أقولَ: يتجاوزها بسلامٍ؛
لأنني أشعر تمامًا بما تشعرين به الآن، وهو ما دعاكِ إلى كتابة هذه الكلمات.
هناك عدةُ نصائح لك لتجاوز هذه المرحلة، مِن أهمِّها:
• الحرص على اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى؛ فهو المُدَبِّر وهو
الرازق، وتقوية علاقتك بالله سبحانه؛ ليصلح لك شأنك كله.
• تذكَّري أنَّ الله سبحانه قد أنعم عليك بنِعَم كثيرة حولك
(ابنتك - أهلك - الصحة - العافية... إلخ)، واعتبري أن هذ
ا الطلاق أيضًا نعمة مِن نِعَم
الله عليك، وإن كان ظاهرها مصيبة؛ لأنك لا تعلمين حكمةَ الله
المخفيَّة خلْفَ هذا الأمر.
• ركِّزي على الجوانب الإيجابية للطلاق، ومنها كما هو ظاهر لي:
(البُعد عن هذا الزوج مُتقلِّب المزاج، والهدوء، والاستقرار النفسي لك
ولابنتك، وإمكانية فرصة زواج ثانٍ أكثر نجاحًا، وغيرها مِن الأمور
التي تعرفينها وتخفى علينا).
• ابحثي عن أهدافٍ جديدةٍ في حياتك، واصنعي حياةً أخرى بأهداف
أكبر وأجمل، واسعَيْ لتحقيق طموحك في الحياة، ولا تَتَوَقَّفي عن
تنمية ذاتك وإسعاد نفسك.
• تذكَّري أنك لست الوحيدة التي مررتِ بتجربة زواج غير ناجحة،
بل غيرك الكثير والكثير، وقد عوَّضهم اللهُ سبحانه وتعالى بأجمل مما سبَق.
• احرصي على ابنتك التي بين يديك، واسعي إلى أن تقفي أمامها
وقفة الواثقة مِن ربها، والواثقة مِن نفسها، واثبتي لها أنك قادرة على التعامل
مع مُتغيِّرات حياتك الجديدة، مما ينعكس إيجابًا عليك وعليها.
• ابتعدي عن تتبُّع أخباره وأخبار أهله هذه الفترة، إلى أن يَمُنَّ الله
عليك بالنسيان.
إذا كان لك حقوقٌ مادية وقانونية عند زوجك، فأنصحك بتوكيل محامٍ،
وعدم مُواجهته لضمان حقوقك وحقوق ابنتك، وعدم العودة للجدال
معه، فأنتِ في غنًى عن ذلك.
كوني صاحبة قصة نجاح عظيمة بقدرتك على تجاوُز هذه المرحلة
من حياتك، يفتخر بها أهلُك وأبناؤُك ومَن حولك.
وختامًا تمنياتي لك بحياةٍ أجمل، ومستقبل رائعٍ مُشرقٍ، بفضل مِن الله
وكرَمِه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق