محمد سعد الشعيرة
تأمل .. كيف جعل الله تعالى الفرح عبادة، حيث جعل - سبحانه- الفطر
في يوم العيد واجباً والصوم حراماً، وأبرز مظاهر الفرح في العيد
هي الفطر، وفي الحديث:
( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ )،
والفرح غاية مهمة ينشدها الإنسان ليحقق سعادته، فيجهد لتوفير أسبابها
وتهيئة أجوائها، وقد يصنع الإنسان في سبيل ذلك ما يضر بنفسه،
أو يفرح بما لا يحقق لها سعادة أو سروراً، أما الفرح الذي يهيئه الله تعالى
للمسلمين ويشرعه لهم فهو الفرح الكامل والسرور التام، فأتم الفرح
وأحسن السرور أن يفرح العبد بما شرع له ربه عز وجل من عبادات،
وأمره به من طاعات، ورتب على ذلك من ثواب وحسنات،
قال ابن القيم:
(فليس الفرح التام والسرور الكامل والابتهاج والنعيم وقرة العين وسكون
القلب إلا به سبحانه، وما سواه إن أعان على هذا المطلوب فرح به وسُـر
به، وإن حجب عنه فهو بالحزن به والوحشة منه واضطراب القلب بحصوله
أحق منه بأن يفرح به، فلا فرحة ولا سرور إلا به، أو بما أوصل إليه وأعان
على مرضاته. وقد أخبر سبحانه أنه لا يحب الفرحين بالدنيا وزينتها،
وأمر بالفرح بفضله ورحمته، وهو الإسلام والإيمان والقرآن، كما فسره
الصحابة والتابعون)
الفوائد المجموعة لابن القيم.
ومن صور الفرح بفضل الله تعالى ورحمته فرحة العيد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق