إنها أيامٌ:
فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام
كما في الحديث:
( أفضل الأيام يوم النحر )
[رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح]. ،
وفي يوم النحر معظم أعمال النسك للحجاج من رمي الجمرة،
وحلق الرأس، وذبح الهدي، والطواف والسعي، وصلاة العيد،
وذبح الأضحية.
إنها أيامٌ:
يهتف فيها الناس من كل أجزاء الأرض لبيك اللهم لبيك ، إنها أيام
تلبية لله، أيام يقول كل العباد بسان حالهم :
أتينا يارب، مقبلين يارب، تائبين يارب، معظّمين لك يارب.
إنها أيامٌ:
العمل الصالح فيها أحب الى الله، فقد صح فيها حديث ابن عباس
رضي الله عنهما عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:
( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ
الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء ).
[أخرجه البخاري ومسلم].
إنها أيامٌ:
للعامل فيها ثواب المجاهدين يقول صلى الله عليه وسلم :
( ما من عمل أزكي عند الله ولا أعظم أجرًا من خيرٍ يعمله في عشر
الأضحى، قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء )
[صحيح الترغيب والترهيب «1148»].
إنها أيامٌ:
لمن يشعر أن الله غاضب عليه، فلو أن واحدًا منا كان مدير العمل عنده
غضبان منه سيقول لنفسه: ما هو أكثر يوم مناسب لكي أُصالحه فيه؟!،
وما هي أحبّ هدية هو يريدها؟
هذه هي عشر ذي الحجة. . . .
أحب الأيام الي الله، فبادر إلى مصالحة ربك بأحب الأعمال إليه.
في هذه الأيام فرصة عظيمة من أجل أن يبادر كل واحد منا لكي يصالح
ربه ويسترضيه .
يامن فاته اغتنام رمضان: الباب لم يُقفل !! فلا تيأس فإن أبواب رحمة الله
لن تُغلق، الكنوز والحسنات لن تُغلق، أبواب خزائن الله لن تُغلق،
أبواب السماء أمام دعائي ودعائك لن تُغلق، أتى موسم عظيم للعبادة مرة أخرى.
إنها أيامٌ:
كان سلفنا الصالح يعظمونها ويقدرونها حق قدرها، قال أبو عثمان
النهدي كما في لطائف المعارف:
( كان السلف ـ يعظّمون ثلاثَ عشرات: العشر الأخير من رمضان،
والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم ).
وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:
( كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم )،
يعني في الفضل، وروي عن الأوزاعي أنه قال:
( بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله،
يصام نهارها ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بالشهادة ).
يا له من موسم يُفتح للمتنافسين و يا له من غبنٍ يحق بالقاعدين والمعرضين،
فاستبقوا الخيرات وسارعوا إلى مغفرة من الله وجنةٍ
عرضها السماوات والأرض، وإياكم والتواني،وحذار من الدعة والكسل.
إنها أفضل أيام الدنيا:
أفضل أيام الدنيا، يعني أفضل صلاة فجر سوف تصليها طوال السنة،
يعني أفضل جلسات ضُحى ستقعدها طوال السنة، يعني أفضل تلاوة
قرآن وذكر لله ستذكره طوال السنة، أفضل أيام الدنيا يعني أفضل صيام
نافلة ستصومه طوال السنة.
هذه أحب الأيام إلى الله في العبادة يعني لن يأذن الله لأحد يعبده فيها
إلا أحب العباد إليه سبحانه؛ بمعني لو أردت أن تعرف. . .
هل ربنا يحبك أم لا؟
انظر. . . . هل سيفتح الله عليك في العبادة فيها أم لا؟
تريد أن تعرف كم يحبك الله؟ ؟
انظر لربك كم سيُفتح عليك في العبادة في هذه الأيام؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق