لا انفكاك للعبدِ من اللجوء إلى الله في ساعاتٍ من أوقاتٍ عُمُرِه،
فاللهُ هو مرجعه، و هو من الله و إلى الله، و الله ملجأ كلِّ مخلوقٍ
فقيرٍ إليهِ غنيٍّ به. وما يُمكن لأحدٍ مهما كان أن يستغني عن الله
ولو بُرهةً من الوقت، فذلك يقينُ الافتقارُ من المخلوقِ إلى خالق
في تلك الساعات يلجأ العبدُ إلى الله تعالى لجوءَ الفقيرِ المحتاج
لجوءَ من ضاقت سُبُلُه إلا بربه، لجوءَ من ضعُفُ فيستقوي بربه،
لجوءَ من حَزِن فيفرح بربه،
في تلك الخلوة يكون الذوقُ الأدبي من العبدِ أن يبوح لله بكلِّ شيءٍ، فيتكلم
بعفويةِ الحالِ، فلسان الحاجات أبلغ من لسان الاحتجاجات، يتكلم مع الله
لأنه الله الذي وَسِعت رحمته كلَّ شيءٍ، فلا يُعجزه،
أن تَسَعَ رحمته حديثاً يبوح به عبده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق