الإسلام يأمر بالخشوع فهو عبادة لله تعالى، وهو طريق لاستجابة
الدعاء.. مع العلم أن الغرب يحاول اليوم الاستفادة من الخشوع
والتأمل لعلاج الأمراض.. سبحان الله....
دراسة لجامعة وسكونسن عن التأمل
نشرت الشبكة الطبية الشهيرة webmd مقالا حول فوائد التأمل بعنوان:
كيف تحسن صحتك بعشرين دقيقة من التأمل! وأكد فيه الباحثون أن
التأمل يفيد أجسامنا بشكل أكبر مما نتصور حيث تمتد فوائده إلى النظام
المناعي والدماغ والقلب والجهاز العصبي ويقضي على الاكتئاب وضغط
الدم المرتفع.
يقول الباحثون: التامل سواء كان "دينياً أم علمانياً" وعلى أي طريقة
كانت فإن فوائده تشمل أنظمة الجسم ومنها تنشيط النظام المناعي،
ولا يزال السبب مجهولاً حتى الآن حسب دراسة قامت بها جامعة
University of Wisconsin.
يستخدم الباحثون في جامعة هارفارد جهاز الرنين بالمسح المغنطيسي
الوظيفي لدراسة ناط الدماغ أثناء التأمل، وسبحان الله، مئات الدراسات
أجريت على ملحدين وبوذيين... ولكن لا توجد دراسة واحدة على
مسلمين، مع العلم أن التأمل الإسلامي أو ما يسمى بالخشوع
هو أعظم بكثير من التأمل العادي.
دراسة لجامعة هارفارد عن التأمل
وفي دراسة لجامعة هارفارد حول التأمل تبين أن ممارسة التأمل لثلاثة
أسابيع يحسن الصحة الذهنية ويخفف الاكتئاب ويزيل القلق ويحسن
صحة الدماغ. كما أن التأمل يعزز وينشط نظام المناعة لدى الإنسان.
كما أن جامعة هارفارد نشرت على موقعها harvard.edu العديد من
الدراسات العلمية لفوائد مذهلة للتأمل وكيف ينشط خلايا الدماغ ويساعد
على التخلص من الآلام المزمنة، بل التأمل مفيد للقلب أيضاً.
الدراسة أثبتت بما لا يقبل الشك أن هناك تغيرات كثيرة تجري على الدماغ
بسبب ممارسة التأمل كل يوم لمدة ربع ساعة مثلاً.. فتصوروا معي حجم
التغيير والنشاط الذي يتمتع به دماغ المسلم الحقيقي الذي يمضي معظم
وقته خاشعاً لله تعالى!!
ولكن ما هو التأمل؟
التأمل هو ببساطة أن تجلس وتحدّق بشمعة أو شجرة أو منظر طبيعي
دون أن تتكلم أو تفكر بأي شيء.. ولكن القرآن لم يغفل أهمية التأمل،
فأمر بالخشوع الذي يعتبر أقوى من التأمل بكثير. لأن الخشوع هو تأمل
مع تفكير عميق يمنحك السعادة والقوة، لأنك تعيش مع الله .. مع الآخرة..
تنسى جميع همومك، وتتخلص من القلق والاكتئاب والحزن..
للأسف هذه دراسات الغرب عن التأمل .. يلجأون للبوذيين وتأملهم
البسيط.. وينسون عظمة الخشوع في الإسلام.. ويظهر في هذه الصورة
كاهن بوذي يتأمل وقد وضعت على رأسه مستشعرات لتسجيل الأمواج
الكهرطيسية للدماغ أثناء التأمل.
دراسة لجامعة ستانفورد عن التأمل
في دراسة لجامعة ستانفورد تبين أن التأمل ينشط مركز المكافأة
في الدماغ. وينشط بخاصة الجزء الأمامي من الدماغ (الناصية)
وهو مركز القيادة والإبداع والتحكم.
يستخدم العلماء في جامعة ستانفورد جهاز التصوير بالرنين المغنطيسي
الوظيفي لاكتشاف أثر التأمل على الدماغ، والتجارب يتم إجراؤها غالباً
على بعض الرهبان البوذيين.
التأمل على الطريقة البوذية: صمت فقط .. ومع أن هذا التأمل من أضعف
الأنواع إلا أن أثره كبيراً عندما أخضعه العلماء للتجربة والدراسة العلمية..
ونعتقد أن هذه التجارب لو أجريت على مسلمين وبخاصة
ممن يحفظون القرآن، فإن الأثر سيكون مذهلاً!
التأمل العلماني
ينصح الأطباء في الغرب بضرورة ممارسة التأمل من خلال التحديق
بشمعة أو النظر إلى منظر جميل أو الاستماع لإيقلعات أو أصوات محددة
مثل موسيقى هادئة، وذلك لمدة ربع ساعة أو أكثر كل يوم.. وهذه الطريقة
لها فوائد كبيرة جداً كما وجدوا من خلال الدراسات العلمية.
التأمل الإسلامي
الإسلام لم يغفل هذا الموضوع المهم، فأمرنا بالخشوع وبخاصة
في الصلاة والعبادات والدعاء. فالخشوع في الإسلام ليس تأملاً عادياً،
بل هو عملية تأمل مترافقة مع التفكير والتدبر وتذكر الآخرة ونسيان
هموم الدنيا، ويشمل العفو والتسامح والتخلص من سلبيات المجتمع...
وذلك حسب ما أمرنا القرآن.
كيف نخشع لله تعالى؟
أفضل طريقة للخشوع تكون أثناء الصلاة. من خلال التركيز والتفكير
بمعاني الآيات التي نتلوها، ونتأمل قدرة الله تعالى وحكمته في خلقه..
فعندما نقرأ آية صبر، نعزم على الصبر والتحمل، وعندما نقرأ أو نسمع
آية تأمرنا بالعفو والتسامح نعقد العزم على أن نسامح الآخرين ونعفو
عنهم... وعندما نسمع آية عذاب نتخيل نار جهنم وعذابها فنعقد العزم
على ألا نعصي الله أبداً...
وهكذا نحن أمام عملية إعادة برمجة لحياتنا وعاداتنا، وتغيير شامل
للعقلية المريضة التي أثر بها مجتمعنا وعاداتنا السيئة.. حيث نعيد بناء
هذه العقلية على الحب وحب الخير والرحمة والإخلاص في العمل...
وكل هذا سوف يكسبنا محبة الله وثقة الناس من حولنا.
ولذلك فإن القرآن الكريم أمرنا بالخشوع واعتبره طريقاً للنجاح واستجابة
الدعاء. فهذه آية كريمة تؤكد أن الخشوع هو أهم سبب لاستجابة الدعاء،
قال تعالى:
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
[الأنبياء: 90].
والخشوع يمنحك السعادة والقوة والطمأنينة في الحياة.. قال تعالى:
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ }
[البقرة: 45].
أما إذا أردت أن تنجح في الدنيا والآخرة فعليك بممارسة الخشوع
وبخاصة أثناء الصلاة.. قال تعالى:
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }
[المؤمنون: 1-2].
والآن عزيزي القارئ: هل تستفيد من هذه العباة الرائعة، عبادة الخشوع،
وتعالج نفسك بأن تخشع لله تعالى أثناء صلاتك وقراءة كتاب ربك،
وخلال دعائك لله تعالى؟
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق