كيف أكون كاتبة؟ 1
محمد لطفي الدرعمي
السؤال
أجِد في نفسي فِكْرًا خصبًا، وأتمنى استثمار هذا الفكر في كتابة ما هو نافع؛
كقصة، أو رواية، أو حتى عن تاريخ عائلتي، لكني لا أعرف خطواتِ الكتابة وترتيبَها.
أرجو منكم المساعدة، ولكم وافر الشكر والامتنان.
الجواب
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أما بعدُ:
بدايةً وقبل أي شيء، لا بد أن ألفتَ انتباهكِ إلى تصحيح نيتكِ؛
لقوله - صلى الله عليه وسلم -:
( إنما الأعمالُ بالنيات )؛
متفق عليه،
وقد صدَّر جمعٌ مِن أهل العلم - رحمهم الله - كتبَهم بهذا الحديث الجليلِ؛
تنبيهًا وتذكيرًا بتصحيح النية قبل أي عمل، وأنه لا عمل إلا بنيَّة،
وتصحيحُ النية أمرٌ غاية في الأهمية؛ فقد تُفسِد النيةُ كلَّ شيء
ويُصاحبها عدم التوفيق - والعياذ بالله، وكما قيل:
"النيةُ الفاسدة تُفسِد العملَ الصالح"، وكم مِن عملٍ صالحٍ يُردِي صاحبه
بفساد نيَّته! نسأل الله العافية، ونسأله التوفيقَ والقبول والسداد.
أقول: قبل الخوض في الكتابة، لا بد أن يُثرِي الكاتب ثقافته وقراءته المتنوِّعة.
أما عن خطوات الكتابة فهناك خطواتٌ تسبقها؛ وهي:
1- تصحيح اللغة، وهي أهمُّها، وذلك عن طريق تعلُّم علوم اللغة؛
كالنحو، وأنصحُ بكتاب: "النحو الوافي"؛ لعباس حسن،
والإملاء وأنصح بكتاب: "قواعد الإملاء"؛ لعبدالسلام هارون،
وكذا البلاغة وأنصح بكتاب: "الإيضاح في علوم البلاغة"؛
للقزويني، أو كتاب: "دروس في البلاغة العربية"، كما ينبغي النظَر
في بعض الكتب التي تتناول الأخطاء اللغوية الشائعة في الكتابة؛
مثل كتابَي: "أخطاء اللغة العربية المعاصِرة عند الكتَّاب والإذاعيين"،
و"معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي"؛
كلاهما للدكتور/ أحمد مختار عمر.
2- القراءة في الكُتُب الأدبية القديمة والمعاصرة؛ كـ"مقامات الحريري"،
و"لباب الآداب"؛ للأمير أسامة بن مُنقذ، ومقالات العلَّامة محمد الخضر
حسين، ومُؤلَّفات العلامة أحمد تيمور باشا، ومؤلَّفات مصطفى صادق الرافعي،
ومؤلَّفات ومقالات العلامة محمود محمد شاكر، ومؤلفات العلَّامة
بكر أبو زيد، كما أنصح كذلك بكتاب: "قطوف أدبية"؛ لعبدالسلام هارون.
هذا بعد إدامة النظر في القرآن الكريم، وكذا كُتُب السنة، وليبدأ المرءُ
بكتاب: "صحيح الجامع"؛ للشيخ الألباني؛ وذلك ليُحلِّي كتاباته بالاستدلال
بالقرآن الكريم، وما صح عن نبينا - صلى الله عليه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق