من عجائب الدعاء (32)
لخالد بن سليمان بن علي الربعي
" خرج من الجوع فرزق " " الابن يدعو لوالده "
خرج من الجوع فرزق
عن يزيد بن هارون قال : غدوت إلى أصبغ بن يزيد الوراق أريد أن
أسمع منه فوجدته شديد الغمِّ فقلت : يرحمك الله، ممَّ غمُّك ؟
فقال لي : إن كنت تريد أن تكتب فاكتب، وإلا فانصرف.
فكتبتُ وانصرفتُ، فلما كان في اليوم الثاني غدوت إليه فوجدته
قد تضاعف، فسألتُه عن ذلك فقال : إن كنت تريد أن تكتب
فاكتب وإلا فانصرف فكتبت وانصرفت، فلما كان اليوم الثالث
رحتُ إليه فوجدتُه طلق الوجه مسرورًا، فقلت له : أراك اليوم والحمد لله
مسرورًا وكنت بالأمس مغمومًا، فما الخبر ؟ فقال : أما إنك
لولا سؤالك في اليوم الخالي ما أخبرتك، ولكني أعلمك أني مكثت أنا
ومن عندي ثلاثًا لم نطعم طعامًا، فلما كان اليوم خرجت إلى ابنتي
الصغيرة وقالت : يا أبت، الجوع فتركتها وأتيت الميضأة فتوضأت للصلاة،
وصليت ركعتين ومددت يدي لأدعو، فأنسيت ما كنت أحسنه من الدعاء،
فقلت : اللهم إن حرمتني الرزق فلا تحرمني الدعاء فألهمت الدعاء، وفيه :
)... وافتح عليَّ رزقًا لا تجعل لأحد عليَّ فيه منة، ولا لك عليَّ
في الآخرة تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين(
ثم انصرفتُ إلى البيت فإذا بابنتي الكبيرة قد قامت إليَّ وقالت :
يا أبه، جاء الساعة عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه
دقيق وحمال عليه من كل شيء في السوق وقال : أقرئوا أخي السلام ...
قال أصبغ بن زيد : والله ما كان لي من أحد، ولا أعرف من كان هذا القائل؛
ولكن الله على كل شيء قدير
(انظر : المستغيثون بالله تعالى لابن بشكوال، ص64-65 بتصرف) .
الابن يدعو لوالده
ذُكر أن شابًا صالحًا يحب الأخيار ومجالستهم، وكان والده يكره
الصالحين وإذا رآهم مع ابنه ربما طردهم من المنزل غير مراع
شعور ابنه الصالح الذي ظل يدعو والده ويدعو له ...
وفي ليلة من الليالي قام في ثلث الليل وصلى وفي آخر ركعة
رفع يديه إلى السماء وبدأ يدعو لوالده ودموعه تنهمر من عينيه،
وفي تلك اللحظات المفعمة بصدق الالتجاء إلى الله – تعالى –
دخل والده البيت قادمًا من إحدى سهراته وسمع بالبيت باكيًا يبكي
بحرقة وألم، فالتمس مصدر الصوت حتى وصل إليه فإذا هو ابنه
يتضرع إلى الله تعالى أن يهدي والده فتأثر وجلس على ركبتيه
عند باب الغرفة وأخذ يبكي ويراجع نفسه ويقول : ولدي يدعو لي
وأنا أضايقه، ولدي يدعو لي وأنا أحاربه، ولما انتهى الابن من
صلاته وفتح الباب إذ بوالده جالس يبكي، فلمار آه اشتد بكاؤه وضمه إليه
وقال : والله لا أضايقك بعد اليوم، وهداه الله تعالى والعجيب
أنهما ربما قاما يصليان آخر الليل سويًا .
لخالد بن سليمان بن علي الربعي
" خرج من الجوع فرزق " " الابن يدعو لوالده "
خرج من الجوع فرزق
عن يزيد بن هارون قال : غدوت إلى أصبغ بن يزيد الوراق أريد أن
أسمع منه فوجدته شديد الغمِّ فقلت : يرحمك الله، ممَّ غمُّك ؟
فقال لي : إن كنت تريد أن تكتب فاكتب، وإلا فانصرف.
فكتبتُ وانصرفتُ، فلما كان في اليوم الثاني غدوت إليه فوجدته
قد تضاعف، فسألتُه عن ذلك فقال : إن كنت تريد أن تكتب
فاكتب وإلا فانصرف فكتبت وانصرفت، فلما كان اليوم الثالث
رحتُ إليه فوجدتُه طلق الوجه مسرورًا، فقلت له : أراك اليوم والحمد لله
مسرورًا وكنت بالأمس مغمومًا، فما الخبر ؟ فقال : أما إنك
لولا سؤالك في اليوم الخالي ما أخبرتك، ولكني أعلمك أني مكثت أنا
ومن عندي ثلاثًا لم نطعم طعامًا، فلما كان اليوم خرجت إلى ابنتي
الصغيرة وقالت : يا أبت، الجوع فتركتها وأتيت الميضأة فتوضأت للصلاة،
وصليت ركعتين ومددت يدي لأدعو، فأنسيت ما كنت أحسنه من الدعاء،
فقلت : اللهم إن حرمتني الرزق فلا تحرمني الدعاء فألهمت الدعاء، وفيه :
)... وافتح عليَّ رزقًا لا تجعل لأحد عليَّ فيه منة، ولا لك عليَّ
في الآخرة تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين(
ثم انصرفتُ إلى البيت فإذا بابنتي الكبيرة قد قامت إليَّ وقالت :
يا أبه، جاء الساعة عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه
دقيق وحمال عليه من كل شيء في السوق وقال : أقرئوا أخي السلام ...
قال أصبغ بن زيد : والله ما كان لي من أحد، ولا أعرف من كان هذا القائل؛
ولكن الله على كل شيء قدير
(انظر : المستغيثون بالله تعالى لابن بشكوال، ص64-65 بتصرف) .
الابن يدعو لوالده
ذُكر أن شابًا صالحًا يحب الأخيار ومجالستهم، وكان والده يكره
الصالحين وإذا رآهم مع ابنه ربما طردهم من المنزل غير مراع
شعور ابنه الصالح الذي ظل يدعو والده ويدعو له ...
وفي ليلة من الليالي قام في ثلث الليل وصلى وفي آخر ركعة
رفع يديه إلى السماء وبدأ يدعو لوالده ودموعه تنهمر من عينيه،
وفي تلك اللحظات المفعمة بصدق الالتجاء إلى الله – تعالى –
دخل والده البيت قادمًا من إحدى سهراته وسمع بالبيت باكيًا يبكي
بحرقة وألم، فالتمس مصدر الصوت حتى وصل إليه فإذا هو ابنه
يتضرع إلى الله تعالى أن يهدي والده فتأثر وجلس على ركبتيه
عند باب الغرفة وأخذ يبكي ويراجع نفسه ويقول : ولدي يدعو لي
وأنا أضايقه، ولدي يدعو لي وأنا أحاربه، ولما انتهى الابن من
صلاته وفتح الباب إذ بوالده جالس يبكي، فلمار آه اشتد بكاؤه وضمه إليه
وقال : والله لا أضايقك بعد اليوم، وهداه الله تعالى والعجيب
أنهما ربما قاما يصليان آخر الليل سويًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق