الإيجابية في زمن الكورونا
في كثير من الأحيان قد تكون الإيجابية مصدرًا للأمل والحلول والنهاية
المشرقة، وفي أحيان أخرى قد تكون السلبية طريقًا للانعدام والفشل واليأس.
لقد كثر الكلام بسلبية وانتقاد عن التعليم عن بعد..
إن هذا النوع من التعليم على الرغم مما يشوبه من سلبيات وثغرات
لا يمكن تناسيها تطال القسم الأكبر من البيئات، وعلى الرغم من تعثر
وصوله لكلّ الطلاب من قبل مدارسهم، إلا أنه البديل الوحيد الذي أنقذ آلاف
الطلاب من فراغ كان سيسيطر على أوقاتهم، فيغزو اللهو واللعب بيوتهم
وتسرق التكنولوجيا والألعاب الالكترونية معظم أوقاتهم.
لقد أتت فكرة الجلسات الافتراضية في محنتنا هذه و ملأت أوقات طلابنا
فتابعت تعزيز مهارات عدة، ومفاهيم كانوا قد بدؤوا بها، وأضافت لهم
معلومات ونصائح هم في أمسّ الحاجة إليها.
إن متابعة تعليم الطلاب عن بعد في ظل تلك الأزمة الطويلة ولّد لدى الطلاب
تحديات عديدة وجعلهم أمام مسؤوليات أكبر،على الرغم من الصعوبات التي
تواجههم وهي خارجة عن إرادتهم، فجعلتهم يكتسبون ولو بنسبة أقل ما
يوازي بأهميته التعلم وجها لوجه. فأبعدتهم عن الملل والضجر، وعوضت
ربما بعض ما فاتهم من مضامين كان من المقرر الخوض بها.
ولن ننسى ما لتلك الصفوف الافتراضية من أهمية على الصعيد
التربوي فجلسات التوجيه، والنقاشات حول ما يجري، وإتاحة جو من
الارتياح والطمأنينة في نفس الطالب لعدم الخوف، بالاضافة إلى رؤية
الطلاب لبعضهم البعض والحوار في مواضيع غامضة تتعلق بالأزمة من
شأنها أن تزرع في الطالب نظرة تفاؤل لما ينتظره من نهاية لتلك الحقبة
المجهولة النهاية. فيجيبه معلموه ومعلماته عن العديد من التساؤلات
التي تجول في فكره. وتبعد عنه شبح الخوف الذي يعتري العالم بأكمله.
من جانب آخر إنّ العبء الكبير الذي يقع على عاتق الطاقم التعليمي من جهد
ووقت لا يمكن أن يقدر لصعوبة وأهمية ما يقومون به عبر تحضير
استراتيجيات وطرق، وأساليب فعالة تشجع الطلاب وتحمسهم للتعلم
عن بعد، أملين التعويض لما تم التخطيط له.
نعم للإيجابية في زمن الكورونا وحث الطلاب للعمل بجدية...
لا للسلبية وزرع الاستهتار في نفوس الطلاب وإحباطهم بأن ذلك
غير مجدٍ... فقليلٌ مستدام خير من كثير منقطع.
هي فترة وستمر وسيعود التعليم عن قرب وسنتذكر تلك اللحظات التي
عوضتنا التواصل مع طلابنا. وداومنا على إمدادهم ولو بالقليل عملا بقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق