ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج
إلى زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة،
ولكن هناك من الأزواج من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره، ولا
يقدر هذه النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه الإحصائيات في
بلاد الغرب حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:
تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إنه في كل ربع
دقيقة هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا! وتقول
الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!
في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء
أوربا تعرضت لحادثة عنف منزلي في حياتها لمرة واحدة على الأقل
(Council of Europe 1992).
في عام 1998 رصدت الإحصائيات أكثر من مليون ونصف حادثة عنف في
أمريكا منها 1830 حالة انتهت بالقتل (طبعاً هذا في عام واحد وفي بلد واحد
فتأمل كم عدد الحالات في عشر سنوات وفي دول متعددة!!)، والعجيب أننا
نرى الكثير من العيادات النفسية والمراكز والجمعيات والمواقع على
الإنترنت قد خُصصت لعلاج آثار العنف بين الأزواج، ولكن للأسف الأرقام
في ازدياد.
وقد أخذنا الإحصائيات الحديثة التالية من أحد المواقع
Statistics of Battered Women,
www.asafeplaceforhelp.org)
وهي خاصة بنساء الولايات المتحدة الأمريكية فقط:
- في كل 9 ثانية هناك امرأة يُعتدى عليها جسدياً من قبل زوجها!
- 7 % من نساء أمريكا تم الاعتداء عليهن جسدياً، و 37 %
تم الاعتداء عليهن عاطفياً بالكلام البذيء والشتم.
- نسبة النساء الحوامل اللاتي تم الاعتداء عليهن تصل إلى 26 بالمئة.
وتؤكد الإحصائية أن نسبة كبيرة جداً من العنف وجرائم القتل ضد النساء
تأتي من قبل الأزواج غير الشرعيين!! فانظروا معي إلى عاقبة من يبتعد عن
سنَّة الله تعالى ويسلك طريقاً تخالف الفطرة الإلهية، يقول تعالى:
{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
[الروم: 30].
أحبتي في الله! إن معظم هذه الحالات ناتج عن عدم الإيمان بالله واليوم
الآخر، يؤكد علماء النفس أن أجمل إحساس لدى المرأة أن تحس بقيمتها
عند الرجل، وتحس بأنها شيء كبير في نظره، وهذا يساعد على استقرار
الحالة النفسية للمرأة بشكل كبير، ومن هنا ندرك عظمة الوصية النبوية
الرائعة: (استوصوا بالنساء خيراً)!!
عواقب من يخالف فطرة الله...
هناك أيضاً مسألة الشذوذ نتجت من كثرة التعرِّي والفواحش المعلنة
والعزوف عن الزواج، وفي دول الغرب هناك ظاهرة تنتشر بشكل كبير اليوم
وهي أننا نجد رجلاً يعيش مع رجل آخر أو امرأة مع امرأة، يعيشان وكأنهما
زوجان، وتؤكد الإحصائيات أن نسبة العنف بين الشاذين جنسياً كبيرة جداً،
تصل إلى 18 ضعف العنف بين الأزواج الطبيعيين. وتصل نسبة العنف
والضرب بين الشاذين جنسياً إلى أكثر من 30 بالمئة حسب هذه الإحصائيات
Statistics Canada, Canada's National Statistical
Agency, July 7, 2005.
ويؤكد الباحثون في هذا المجال أن العلاقات غير الطبيعية أي بين المتماثلين
جنسياً ويسمونها زواج المثلية، لا تدوم لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات،
وهذا أكبر دليل على أن أي شيء يخالف فطرة الله تعالى لا يستمر ولا يثمر!
الإيدز: من نتائج الابتعاد عن فطرة الله
لا يخفى على أحد اليوم كيف أن ممارسة الفاحشة والإعلان بها سبب أمراضاً
خطيرة غير قابلة للعلاج على رأسها :الإيدز"، وتقول أحدث الإحصائيات عن
هذا المرض الذي ظهر قبل أكثر من ربع قرن، وعلى الرغم من إنفاق الدول
آلاف الملايين من الدولارات على معالجة هذا المرض إلا أن الأرقام
لا زالت في ازدياد، لنتأمل:
قارة أفريقيا هي الأكثر تضرراً من هذا المرض القاتل، ويقول الدكتور
"جيس تشن" من جامعة كاليفورنيا: إن هذا المرض ينتشر في أفريقيا بشكل
مرعب، وهناك 350 مليون شخص يحملون فيروس الإيدز، وعدد
الإصابات القاتلة 25 مليون إصابة يموت منها كل عام مليوني إنسان! طبعاً
معظم الإصابات تقع خارج الدول الإسلامية أي جنوب الصحراء الكبرى!
وهذا برهان مادي على أن تعاليم الإسلام صحيحة. تأملوا هذه الأعداد:
في جنوب أفريقيا هناك 20 % من السكان يحملون فيروس الإيدز!!
من العام 2002 حتى 2020 سوف يقتل الإيدز 68 مليون
شخص في العالم!
تؤكد منظمة الأمم المتحدة أن هذا المرض يحتاج كل عام 10 بليون
دولار كنفقات علاج!
تخبرنا الأمم المتحدة بأن هنالك في العالم 14 ألف شخص يُصابون بالإيدز
وذلك كل يوم!!! ونصف هذا العدد من النساء، ومن هؤلاء 2000 طفل
وطفلة! ونحن نقول كل يوم، فتأمل هذه الأعداد الضخمة. إن الخسارات
التي سيسببها هذا المرض في عام 2008 هي 22 بليون دولار!
لقد حصد الإيدز منذ 1980 وحتى نهاية 2005 أكثر من 27 مليون إنسان
منهم رجال ونساء وأطفال، وفي عام 2005 فقط فقد أكثر من 3 ملايين
شخص حياتهم، وهنالك أكثر من 40 مليون شخص يعيشون مع هذا
الفيروس وسوف يموتون عاجلاً أم آجلاً.
ويؤكد الباحثون أن معظم حالات الإصابة بالإيدز ناتجة عن العلاقات الجنسية
الشاذة والعلاقات الجنسية المحرمة والمخدرات، وجميع هذه الأشياء حرمها
الله تعالى، وينبغي علينا أن نفكر بنتائج من يبتعد عن طريق الله
وعن الفطرة الإلهية التي فطر الناس عليها.
تأملوا معي هذا النداء الإلهي لكل مؤمن:
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
[النور: 30].
لو أن الناس طبقوا هذا الأمر الإلهي هل ستبقى إصابة واحدة في العالم!
الأولاد غير الشرعيين
في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت معدلات الولادات الناتجة عن زواج
غير شرعي حتى وصلت إلى 37 % (إحصائيات 2004)، والغريب أن
ظاهرة الأولاد غير الشرعيين في الغرب أصبحت مقبولة من قبل الرجال
والنساء على حد سواء.
وتقول الدراسة المنشورة على موقع BBC إن نسبة الأولاد غير الشرعيين
في بريطانيا كانت 12 % في عام 1998 وقفزت إلى 42 % عام 2004
(Office for National Statistics)
. أما في دول أوربا الغربية فنسبة
الأولاد غير الشرعيين (أي أولاد الزنا) تصل إلى 33 %
(the annual ONS' Social Trends report).
لقد أصبحت نسبة الرجال الذين يعيشون مع زوجات غير شرعيات 24 %
ونسبة النساء اللاتي يعشن مع أزواج غير شرعيين أصبحت 25 %
(ONS, 2004).
الاغتصاب: من نتائج العزوف عن الزواج
لا تعجب عزيزي القارئ إذا أخبرتك أنه في بلد هو الأكثر تطوراً في العالم
يمكن أن تتوقع حدوث اغتصاب لامرأة أو فتاة كل دقيقتين ونصف!! وتقول
الإحصائية إن من بين كل ست فتيات في أمريكا هناك فتاة على الأقل تم
اغتصابها ذات يوم!!! وفي عام واحد تغتصب 200000 امرأة، وهذا كل
عام! وبالطبع هذه إحصائيات رسمية، أما الأرقام الحقيقية فهي أكبر
من هذا بكثير!!
حتى إن دول كثيرة في الغرب خصصوا أرقام هواتف خاصة لتشجيع الفتيات
على الاتصال للإبلاغ عن حالات الاغتصاب، لأن معظم الحالات لا يتم الإبلاغ
عنها، وهناك مشافي ضخمة جداً لعلاج الآثار النفسية التي تعاني منها الفتاة
التي تم اغتصابها، كذلك هناك مقررات تُدرَّس في الجامعات عن علاج النتائج
الخطيرة للاغتصاب وأثر هذه الظاهرة المدمرة للمجتمع.
ولذلك فإن معظم حالات الاعتداء الجنسي التي تقع على النساء تأتي
من معارفهن وأصدقائهن ومن لهم علاقة حميمة بهن. ويقول العلماء الذين
درسوا هذه الحالات: إن ثلاثة أرباع حالات الاغتصاب تتم من قبل الأصدقاء
والمعارف والأشخاص ذوي الصلة المباشرة بالفتاة
(National Crime Victimization Survey, 2005).
ومعظم هذه الحالات تتم في بيت هذا الصديق أو ذاك!
لذلك فإن الابتعاد عن طريق الله والإعراض عن ذكره يعرض صاحبه لضنك
العيش، فلن يكون سعيداً في الدنيا، أما في الآخرة فالعذاب بانتظاره، لقد كان
في الدنيا ينظر إلى ما حرم الله ويمتع نظره بالفواحش ولذلك سوف يفقد هذا
البصر يوم القيامة ويحشره الله أعمى، يقول تعالى:
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى *
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا
وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ
وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }
[طه: 124-127].
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020
ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق