أين معجزة القرآن في عصرنا هذا؟
في هذا العصر ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين ما أكثر الملحدين
الذين لا يعترفون بهذا القرآن، بل لغة الكلمات لا تقنعهم أبداً،
فما هو الحل؟
إن الله تعالى بواسع رحمته يعلم علماً يقيناً بأنة سيأتي عصر تصبح
فيه لغة الأرقام هي اللغة العالمية المشتركة لجميع البشر. وبما أن
القرآن هو كتاب من الله تعالى ورسالة إلى البشر كافة فقد هيأه البارئ
عز وجل لمثل عصرنا هذا. فوضع فيه معجزة دقيقة تثبت أنه كلام الله
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولا يخفى على أحد أن لغة الرقم لا يمكن لأحد أن ينكرها أو حتى
يناقش فيها فهي لغة يقينية وثابتة، بل لغة الأرقام هي لغة العلم
الحديث. المعجزة الرقمية في القرآن هي أقصر طريق لخطاب من يشك
بهذا القرآن باللغة التي يفهمها جيداً، ولكن ماذا عن المؤمن الذي أحبَّ
القرآن وآمن به وصدقه، هل يحتاج لمثل هذه اللغة الرقمية؟
الإعجاز الرقمي.. لماذا؟
قد يقول قائل: بما أنني مؤمن بكتاب الله تعالى، فما حاجتي للإعجاز
الرقمي؟ قبل كل شيء يجب أن نعلم أن الله تعالى لا يضع معجزة في
كتابه عبثاً، فمادامت أحرف القرآن منظمة بشكل يعجز البشر، فيجب
على المؤمن أن يتفكر في دقة وروعة وعظمة هذا النظام المُحْكَم,
ليدرك من وراء ذلك عظمة وقدرة منزِّل القرآن سبحانه وتعالى.
إن البارئ عزَّ وجلَّ يخبرنا عن عظمة هذا الكون ودقة صنعه والحكمة
من الرقم (7) في خلق السماوات السبع والأرضين السبع فيقول:
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }
[الطلاق: 65/12].
لذلك عندما ندرك أن في القرآن نظاماً مُحْكَماً يتعلق بالرقم (7)،
نستيقن صدق كلام الله تعالى وأن السماوات السبع هي حقّ. لأن خالق
هذه السماوات السبع هو نفسه منزل القرآن، نظمّ أحرفه بشكل يتناسب
مع الرقم (7). ومن هنا يمكننا القول بأن الهدف من المعجزة الرقمية
للقرآن هو أن يزداد المؤمن إيماناً بالله عز وجل، أما من لا يؤمن
بآيات الله فعسى أن تكون هذه الحقائق الرقمية وسيلة فعالة لرؤية
الحق والاعتراف بأن القرآن هو كتاب الله تعالى.
والسؤال هنا: عندما تظهر معجزة جديدة لهذا القرآن، ألا ينبغي
للمؤمن أن يسارع ليتدبرها؟ ومن منا اليوم لا يفقه لغة الأرقام؟
بل إن لغة الرقم هي لغة مشتركة لكل البشر على وجه الأرض، ووجود
هذه اللغة في القرآن هو دليل قوي على أن القرآن كتاب للبشر جميعاً
بلا استثناء.
لقد بدأت رحلة الإعجاز القرآني بالمعجزة البلاغية ثم في كل عصر
تظهر معجزة جديدة... فجاء الإعجاز العلمي طبياً وكونياً.... واليوم
ونحن نعيش بداية الألفية الثالثة تقف علوم العصر على قاعدة متينة
هي الرياضيات، وتأتي معجزة القرآن لتتحدى علماء البشر أن يأتوا
بمثل هذا القرآن... ويأتي الرقم (7) ليكون شاهداً على ذلك، ولكن لماذا
هذا الرقم بالذات؟
من كتاب الله يتجلى في آياته
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020
أين معجزة القرآن في عصرنا هذا؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق