موسوعة المؤرخين (69)
ابن القلانسي وأول اهتمام بالشام
هو أبو يعلى حمزة ابن القلانسي، صاحب كتاب: "ذيل تاريخ دمشق"،
وقام بنشره لأول مرة في ليدن الهولندية عام 1908م.
ولقد اطلعت على هذه الطبعة ووجدت أن تاريخ القلانسي أو ذيله يتلوه
نخب من تواريخ ابن الأزرق الفاروقي، وسبط ابن الجوزي، والحافظ
الذهبي، وأعتقد أن الذي قام بهذه الاختيارات ناشر الكتاب وليس
ابن القلانسي؛ وذلك لأن ابن الجوزي مثلاً استفاد من تاريخ القلانسي.
اسمه ونشأته
وابن القلانسي: اسمه أبو يعلى حمزة بن أسد التميمي، وتعرف أنه ينتمي
إلى أسرة عريقة دمشقية من قبيلة تميم العربية الأصلية، والقلانسي نسبة
إلى يافع القلانسي، نال مؤرخنا من العلم ما توافر لأبناء البيوتات العريقة
من الدراسة؛ كالأدب والفقه وأصول الدين.
وتولى الكتابة من ديوان الرسائل حتى صار عميدًا له، وولي مرتين
منصب رئيس المدينة (مدينة دمشق كمحافظ لها)، ومات سنة
(555هـ =1160م)، بعد أن تجاوز التسعين من عمره.
و"ذيل تاريخ دمشق" هو الكتاب الوحيد الذي ألفه ابن القلانسي.
وعنوان الكتاب يدلنا على أن المقصود منه أن يكون ذيلاً على كتاب هلال
الصابئ في التاريخ الذي يقف فيه عند سنة (448 هـ= 1056 م).
ووجه الاختلاف بينه وبين هلال الصابئ، أن ابن القلانسي أولى معظم
اهتمامه بدمشق والشام، فضلاً عن الإشارات إلى ما يجري من أحداث
في بغداد ومصر، على حين أن هلالاً عالج التاريخ العام.
ويتناول ابن القلانسي دراسة فترة تزيد على قرن من الزمان وتنتهي
بوفاته سنة (555هـ =1160م)، والراجح أن ما تهيأ لابن القلانسي
من الوسائل بفضل اتصالاته الرسمية والأفراد الذين يلتقي بهم، فضلاً
عن المشتركين في الأحداث، وعلى الرغم من أن اقتباساته من الوثائق قليلة،
فإن مادته تحمل طابع الوثائقية.
والراجح أنه كان يبادر إلى كتابة ما يبلغه من الروايات أولاً بأول
ثم يراجعها فيما بعد.
ومن خصائص ابن القلانسي أيضًا ما التزمه من الدقة في ترتيب
الأحداث من الناحية الزمنية.
وفي ذلك يقول:
"انتهيتُ في شرح ما شرحته من هذا التاريخ، ورتبته، وتحفظت من
الخطأ والخلل والزلل فيما علقته من أفواه الثقات، نقلته وأكدت الحال فيه
بالاستقصاء والبحث".
ويعتبر تاريخ ابن القلانسي من أهم المصادر الأصلية التي أفاد منها
من جاء بعده من المؤرخين المسلمين؛ أمثال: سبط ابن الجوزي، وابن الأثير
صاحب الكامل، وأبو شامة، ويصح للباحث أن يرتكن إلى تاريخ ابن القلانسي
كي يعرف نمو وتطور إحساس المسلمين نحو الصليبيين، وما كان من روح
الجهاد التي بلغت الذروة زمن صلاح الدين، ويشرح ما كان عن علاقة
دمشق السورية وإمارة بيت المقدس الصليبية، ونشاط المصريين ضد
الصليبيين، وما كان من علاقات وثيقة بين دمشق ومصر زمن الفاطميين،
كل ذلك يجعل لهذا الكتاب أهمية كبيرة في دراسة الأوضاع الداخلية بالشام،
وحركة توحيد الجبهة الإسلامية ومقاومة أدعياء الدفاع عن الصليب.
هذا؛ وقد قام الأستاذ: (h.a.r.gibb) بترجمة ما يتعلق بالحروب
الصليبية من فقرات، وأورد مقدمة طويلة كي يعرف بكتاب ابن القلانسي،
وشرح أحوال الشام قبيل الحروب الصليبية في كتابه بعنوان:
ابن القلانسي وأول اهتمام بالشام
هو أبو يعلى حمزة ابن القلانسي، صاحب كتاب: "ذيل تاريخ دمشق"،
وقام بنشره لأول مرة في ليدن الهولندية عام 1908م.
ولقد اطلعت على هذه الطبعة ووجدت أن تاريخ القلانسي أو ذيله يتلوه
نخب من تواريخ ابن الأزرق الفاروقي، وسبط ابن الجوزي، والحافظ
الذهبي، وأعتقد أن الذي قام بهذه الاختيارات ناشر الكتاب وليس
ابن القلانسي؛ وذلك لأن ابن الجوزي مثلاً استفاد من تاريخ القلانسي.
اسمه ونشأته
وابن القلانسي: اسمه أبو يعلى حمزة بن أسد التميمي، وتعرف أنه ينتمي
إلى أسرة عريقة دمشقية من قبيلة تميم العربية الأصلية، والقلانسي نسبة
إلى يافع القلانسي، نال مؤرخنا من العلم ما توافر لأبناء البيوتات العريقة
من الدراسة؛ كالأدب والفقه وأصول الدين.
وتولى الكتابة من ديوان الرسائل حتى صار عميدًا له، وولي مرتين
منصب رئيس المدينة (مدينة دمشق كمحافظ لها)، ومات سنة
(555هـ =1160م)، بعد أن تجاوز التسعين من عمره.
و"ذيل تاريخ دمشق" هو الكتاب الوحيد الذي ألفه ابن القلانسي.
وعنوان الكتاب يدلنا على أن المقصود منه أن يكون ذيلاً على كتاب هلال
الصابئ في التاريخ الذي يقف فيه عند سنة (448 هـ= 1056 م).
ووجه الاختلاف بينه وبين هلال الصابئ، أن ابن القلانسي أولى معظم
اهتمامه بدمشق والشام، فضلاً عن الإشارات إلى ما يجري من أحداث
في بغداد ومصر، على حين أن هلالاً عالج التاريخ العام.
ويتناول ابن القلانسي دراسة فترة تزيد على قرن من الزمان وتنتهي
بوفاته سنة (555هـ =1160م)، والراجح أن ما تهيأ لابن القلانسي
من الوسائل بفضل اتصالاته الرسمية والأفراد الذين يلتقي بهم، فضلاً
عن المشتركين في الأحداث، وعلى الرغم من أن اقتباساته من الوثائق قليلة،
فإن مادته تحمل طابع الوثائقية.
والراجح أنه كان يبادر إلى كتابة ما يبلغه من الروايات أولاً بأول
ثم يراجعها فيما بعد.
ومن خصائص ابن القلانسي أيضًا ما التزمه من الدقة في ترتيب
الأحداث من الناحية الزمنية.
وفي ذلك يقول:
"انتهيتُ في شرح ما شرحته من هذا التاريخ، ورتبته، وتحفظت من
الخطأ والخلل والزلل فيما علقته من أفواه الثقات، نقلته وأكدت الحال فيه
بالاستقصاء والبحث".
ويعتبر تاريخ ابن القلانسي من أهم المصادر الأصلية التي أفاد منها
من جاء بعده من المؤرخين المسلمين؛ أمثال: سبط ابن الجوزي، وابن الأثير
صاحب الكامل، وأبو شامة، ويصح للباحث أن يرتكن إلى تاريخ ابن القلانسي
كي يعرف نمو وتطور إحساس المسلمين نحو الصليبيين، وما كان من روح
الجهاد التي بلغت الذروة زمن صلاح الدين، ويشرح ما كان عن علاقة
دمشق السورية وإمارة بيت المقدس الصليبية، ونشاط المصريين ضد
الصليبيين، وما كان من علاقات وثيقة بين دمشق ومصر زمن الفاطميين،
كل ذلك يجعل لهذا الكتاب أهمية كبيرة في دراسة الأوضاع الداخلية بالشام،
وحركة توحيد الجبهة الإسلامية ومقاومة أدعياء الدفاع عن الصليب.
هذا؛ وقد قام الأستاذ: (h.a.r.gibb) بترجمة ما يتعلق بالحروب
الصليبية من فقرات، وأورد مقدمة طويلة كي يعرف بكتاب ابن القلانسي،
وشرح أحوال الشام قبيل الحروب الصليبية في كتابه بعنوان:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق