عمر فروخ وجهوده في خدمة التاريخ الإسلامي (16)
- عمر فروخ ومفهوم العصور الوسطى:
يُؤكِّد عمر فروخ رحمه الله أنَّه حينما نقول في العصور الوسطى: إنَّها
العصور المظلمة. فإنَّنا ننعت بذلك حال أوربَّا المسيحيَّة، لا حال الشرق الإسلامي
في مصر والشام والعراق وفارس وما حولها، ولا حال المغرب
الإسلامي في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب؛ فإنَّ أوربَّا المسيحيَّة كانت
غارقةً في ظلامٍ دامسٍ من التخلُّف والجهل، قد تقوَّضت فيها الحضارة
وامَّحى العمران، ونسي الناس العلم.
حَسْبُنا في الموازنة -كما يذكر عمر فروخ- بين حال الإسلام والحال
النصرانيَّة في العصور الوسطى المظلمة في الأوطان المسيحية،
والمشْرِقة في الأوطان الإسلامية، ما قام به شارلمان، الذي تُوفِّي
مع أبي نُوَاس في عامٍ واحدٍ (199هـ= 813م)؛ إذ إنَّ كتب التاريخ
الأجنبيَّة تُثني عليه إلى اليوم؛ لأنَّه أنشأ في قصره مدرسةً لأبناء الأمراء
يتعلَّمون فيها شيئًا من القراءة والكتابة والحساب، وكان هو نفسه يحضر
معهم هذ الدروس الابتدائيَّة؛ لأنَّه لم يكن أقلَّ منهم حاجةً إليها، هذا بينما
كان المسلمون يبتدعون علم الجبر وعلم الكيمياء، ويرصدون النجوم
رصدًا علميًّا، ويقيسون محيط الأرض، ويُؤسِّسون المذاهب الفقهيَّة
، التي تنحو نحو إسعاد البشر في مواطنهم المختلفة من سطح الأرض.
الجمعة، 20 أغسطس 2021
موسوعة المؤرخين (113)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق