القدوس السبوح
أما اسمه تبارك وتعالى [ القدوس ] فقد ورد في القرآن مرتين قال تعالى
{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }
وقال تعالى :
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
🔺وأما [ السبوح ] فقد ورد في السنة وذلك فيما رواه مسلم في صحيحه
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده :
【سبوح قدوس رب الملائكة والروح】
🟧وقد جمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين التسبيح والتقديس
، كما جمع بينهما في قوله تعالى في ذكر تسبيح الملائكة
وتقديسهم لله
{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
وينبغي أن يعلم هنا أن تسبيح الله وتقديسه إنما يكون بتبرئة الله وتنزيهه
عن كل سوء وعيب ، مع إثبات المحامد وصفات الكمال له سبحانه
على الوجه اللائق به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
【والأمر بتسبيحه يقتضي تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات المحامد
التي يحمد عليها فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده】
وبه يعلم أن ما يفعله المعطلة من أهل البدع من تعطيل للصفات وعدم
إثبات لها ، وجحد لحقائقها ومعانيها بحجة أنهم يسبحون الله وينزهونه ،
فهو في الحقيقة ليس من التسبيح والتقديس في شيء ،
بل هو إنكار وجحود وضلال وبهتان .
قال ابن رجب رحمه الله في معنى قوله تعالى :
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ }
【أي سبِّحه بما حمد به نفسه ، إذ ليس كل تسبيح بمحمود
كما أن تسبيح المعتزلة تعطيل كثير من الصفات】
🟡فقوله رحمه الله :
【إذ ليس كل تسبيح بمحمود】
كلام في غاية الأهمية
إذ ان تسبيح الله بإنكار صفاته وجحدها وعدم إثباتها أمر ﻻ يحمد عليه
فاعله ، بل يذم غاية الذم وﻻ يكون بذلك من المسبحين بحمد الله ، بل
يكون من المعطلين المنكرين الجاحدين ، من الذين نزه الله نفسه
عن قولهم وتعطيلهم
بقوله :
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*
وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
فسبح الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ،
وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في حق الله من النقص والعيب .
ومن ثمرات الإيمان بهذاالاسم:
تنزيه الله عن كل نقص وعيب
أ/هيامطاوع
السبت، 9 أكتوبر 2021
القدوس السبوح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق