أجل.. الدين معاملة
شاع عند الناس قولهم: الدين المعاملة، بعضهم يعدّه حديثاً، والآخرون
يطلقونه مثلاً، هذا الأثر لم تذكره المصادر كحديث، والأظهر أنه يجري
مجرى الأمثال، يدل على مبلغ أهمية الأخلاق في الإسلام، وهو ما أكدته
النصوص النبوية الكثيرة في هذا الشأن، كقوله صلى الله عليه وسلم:
“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“-
رواه مالك في الموطأ بلاغاً، وقال ابن عبد البر هو متصل، ومن ذلك قوله
صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثاً
أو مرتين، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: “أحسنكم خلقاً” – رواه أحمد
وجوَّد إسناده الهيثمي.
وفي صحيح البخاري عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن من خيركم أحسنكم خلقاً” ، فالمسلم بأخلاقه يمكن أن يكون داعية
للإسلام دون أن يتكلم بكلمة، فالناس أسرع تأثراً بالأفعال منهم بالأقوال.
فما أجمل أن يكون المسلم سارقا للقلوب بأخلاقه الرفيعة ومعاملته الحسنة
ولسانه العفّ وطيبته وتواضعه وصدقه مع الناس، فسارق القلوب –
كما قيل – لا تُقطع يدُه.
ومن أجمل مكوّنات المعاملة الحسنة حسنُ الظن بالناس وترك سوء الظن
بهم، لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده , قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }– سورة الحجرات (12)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ،
وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ،
وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا. – أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
هذه نصوص نحفظها وننرددها فهل نعمل بها؟
فاعذرني يا صديقي…
ربما صادفتني وأنا شاحب الوجه لم أرد على تحيتك بحرارة، ربما راسلتني
على الخاص ولم أجبك، ربما كلمتني على الهاتف ولم أرد، ربما التقينا
ولم أبتسم في وجهك على غير عادتي، ربما مررت بجوارك ولم أرك، ربما
عاملتك بشئ من الجفاء، ربما بدرتْ مني حِدة تجاهك…لا، لا تسئ بي الظن،
ربما كنتُ منهكا، كنتُ في عالم آخر، مهموما، مشتت الأفكار، مغيّبا
عن الواقع، ربما كنت في حالة نفسية سيئة…ألا يحدث هذا؟
يا صديقي، هذا درس لي ولك: الدين المعاملة .. لو كنا نطلع على ما في
قلوب الناس من هموم وما يعانونه من مشاكل نفسية واجتماعية لعاملناهم
بمزيد من التفهم لا باللوم والمقاطعة، ولأبْدينا لهم الاحترام والمحبة
والتسامح والصبر عليهم….هذا أفضل من الاتهام ورد الفعل المتسرع.
وهذا هو حسن الظن بالناس، وهو شعيرة إسلامية عظيمة
وخُلق إنساني رفيع…فما نصيبُنا منه؟
وفي هذا السياق أتساءل: هل نحن ديمقراطيون أم همج؟
هو سؤال استفزازي له ما يبرره، أرأيتم كيف أن حياتنا كلها رفض للآخر
وآرائه وأقواله؟ كلها سوء ظن بالغير وشتائم وانتقاص ومحاكمة للنيات
وتحريف لكلامه مهما كان واضحا؟ لا ينجو من الشيطنة والتخوين والإقصاء
عالم ولا داعية ولا سياسي ولا صحفي ولا كاتب ولا مسؤول ولا إمام
ولا جار ولا زميل، يكفي أن يتكلم لتنهال عليه التهم وعبارات الازدراء،
فإذا لم يتكلم اتهموه لأنه لم يتكلم !!
قبل الحديث عن التغيير فلنتكلم عن التحضر والأخلاق والتعايش السلمي.
أخيرا يجب أن نستحضر في أذهاننا ان كسب قلوب الناس لا يكون بكثرة
الركعات ولكن بكثرة الإحسان، فما أكبر خطأ من يُكثر من النوافل وهو يصدّ
الناس بسلوكه البعيد عن الإحسان.
شاع عند الناس قولهم: الدين المعاملة، بعضهم يعدّه حديثاً، والآخرون
يطلقونه مثلاً، هذا الأثر لم تذكره المصادر كحديث، والأظهر أنه يجري
مجرى الأمثال، يدل على مبلغ أهمية الأخلاق في الإسلام، وهو ما أكدته
النصوص النبوية الكثيرة في هذا الشأن، كقوله صلى الله عليه وسلم:
“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“-
رواه مالك في الموطأ بلاغاً، وقال ابن عبد البر هو متصل، ومن ذلك قوله
صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثاً
أو مرتين، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: “أحسنكم خلقاً” – رواه أحمد
وجوَّد إسناده الهيثمي.
وفي صحيح البخاري عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن من خيركم أحسنكم خلقاً” ، فالمسلم بأخلاقه يمكن أن يكون داعية
للإسلام دون أن يتكلم بكلمة، فالناس أسرع تأثراً بالأفعال منهم بالأقوال.
فما أجمل أن يكون المسلم سارقا للقلوب بأخلاقه الرفيعة ومعاملته الحسنة
ولسانه العفّ وطيبته وتواضعه وصدقه مع الناس، فسارق القلوب –
كما قيل – لا تُقطع يدُه.
ومن أجمل مكوّنات المعاملة الحسنة حسنُ الظن بالناس وترك سوء الظن
بهم، لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده , قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }– سورة الحجرات (12)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ،
وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ،
وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا. – أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
هذه نصوص نحفظها وننرددها فهل نعمل بها؟
فاعذرني يا صديقي…
ربما صادفتني وأنا شاحب الوجه لم أرد على تحيتك بحرارة، ربما راسلتني
على الخاص ولم أجبك، ربما كلمتني على الهاتف ولم أرد، ربما التقينا
ولم أبتسم في وجهك على غير عادتي، ربما مررت بجوارك ولم أرك، ربما
عاملتك بشئ من الجفاء، ربما بدرتْ مني حِدة تجاهك…لا، لا تسئ بي الظن،
ربما كنتُ منهكا، كنتُ في عالم آخر، مهموما، مشتت الأفكار، مغيّبا
عن الواقع، ربما كنت في حالة نفسية سيئة…ألا يحدث هذا؟
يا صديقي، هذا درس لي ولك: الدين المعاملة .. لو كنا نطلع على ما في
قلوب الناس من هموم وما يعانونه من مشاكل نفسية واجتماعية لعاملناهم
بمزيد من التفهم لا باللوم والمقاطعة، ولأبْدينا لهم الاحترام والمحبة
والتسامح والصبر عليهم….هذا أفضل من الاتهام ورد الفعل المتسرع.
وهذا هو حسن الظن بالناس، وهو شعيرة إسلامية عظيمة
وخُلق إنساني رفيع…فما نصيبُنا منه؟
وفي هذا السياق أتساءل: هل نحن ديمقراطيون أم همج؟
هو سؤال استفزازي له ما يبرره، أرأيتم كيف أن حياتنا كلها رفض للآخر
وآرائه وأقواله؟ كلها سوء ظن بالغير وشتائم وانتقاص ومحاكمة للنيات
وتحريف لكلامه مهما كان واضحا؟ لا ينجو من الشيطنة والتخوين والإقصاء
عالم ولا داعية ولا سياسي ولا صحفي ولا كاتب ولا مسؤول ولا إمام
ولا جار ولا زميل، يكفي أن يتكلم لتنهال عليه التهم وعبارات الازدراء،
فإذا لم يتكلم اتهموه لأنه لم يتكلم !!
قبل الحديث عن التغيير فلنتكلم عن التحضر والأخلاق والتعايش السلمي.
أخيرا يجب أن نستحضر في أذهاننا ان كسب قلوب الناس لا يكون بكثرة
الركعات ولكن بكثرة الإحسان، فما أكبر خطأ من يُكثر من النوافل وهو يصدّ
الناس بسلوكه البعيد عن الإحسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق