لا تغفلوا عن حصنكم
أذكار الصباح والمساء والنوم ودخول المنزل والخروج منه والأكل والشرب،
وغيرها من الأذكار، من أسباب وقاية الإنسان من الأمراض، فهي جُنَّةٌ
وحصن حصين يتحصن بها الإنسان من الشيطان وجنده،
ومن السحرة والعائنين وغيرهم.
وإن حصلت الإصابة لمن تحَرَّز بالأذكار؛ فإنها إصابة دون الإصابة التي
كانت ستصيبه لو لم يفعل ذلك؛ فإن الأحاديث مصرحة بنفي الضرر لا بنفي
الأذى، والأذى دون الضرر، كما قال ﷻ:
{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً (١١١)}
آل عمران.
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ سُحِر، ولم يضره ذلك السحر
في بدنه ولا في عقله وإدراكه ولا في دينه وعبادته ولا في رسالته.
فالذاكر قد يصاب ولكنه لا يتضرر بالإصابة، أو لا تؤثر فيه الإصابة تأثيراً
كاملاً؛ ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي ﷺ:
(من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
لم يضره حُمَة تلك الليلة).
قال سهيل: فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة؛ فلُدِغت جاريةٌ منهم
فلم تجد له وجعاً. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي
ﷺ فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. قال:
(أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق. لم تضرك).
أي: لم تضرك بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها، بحسب كمال التعوذ وقوته
وضعفه؛ لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع
من وقوعه وإن وقع لم يضره.
قد يصاب المؤمن الذاكر بالأمراض لسبب آخر؛ كأن يريد الله ﷻ رفع درجاته
وتكفير سيئاته، أو يكون بسبب عدم يقين الذاكر وحضور قلبه عند الذكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق