وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً
قال تعالى
{ كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ
وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً }
الإسراء/ 20 .
قال الحسن البصري – رحمه الله - :
كلاًّ نعطي من الدنيا : البرّ والفاجر .
" تفسير الطبري
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
قال تعالى
{ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
فالرزق الدنيوي يحصل للمؤمن والكافر ، وأما رزق القلوب من العلم
والإيمان ومحبة الله وخشيته ورجائه ، ونحو ذلك : فلا يعطيها
إلا من يحب .
تقريراً لقاعدة الأرزاق في الدنيا ، وأن نظامها لا يجري على حسب ما عند
المرزوق من استحقاق بعلمه أو عمله ، بل تجري وفقاً لمشيئته وحكمته
سبحانه في الابتلاء.
وقوله تعالى :
{ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
إبراهيم /34 .
وظاهر هذه الآيات يدل على أن استجابة الله تعالى لبعض دعاء الكافرين
يكون لإقامة الحجة عليهم ، أو لإظهار رحمته وفضله ومنته بإغاثة
الملهوفين ونجدة المضطرين . لا يلزم من استجابة الله لدعاء الكافرين
حبه لهم أو إعزازه وإكرامه لهم ، أو رضاه عن دينهم ومعتقدهم ، بل قد
يكون ذلك من استدراجهم وتعجيل الخير لهم ليذوقوا العذاب في العاقبة ،
فالله عز وجل لا يحب الكافرين ولا يرضى عنهم ولا عن كفرهم .
قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/13) :
" ليس كل من أجاب الله دعاءه يكون راضياً عنه، ولا محباً له ،
ولا راضياً بفعله فإنه يجيب البر والفاجر، والمؤمن والكافر .
الثلاثاء، 16 يناير 2024
وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق