أمر الله مختلف..
فهو يأتي في طرفة عين: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).
وهو يُقضى في السماء، فلا يخضع لقوانين أهل الأرض، بل هو فوق قدرتهم وتدبيرهم: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض)،
(الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن . يتنزل الأمر بينهن).
وهو بيد الله وحده، يدبره وحده بمشيئته وحكمته، لا يقضيه غيره: (إن الأمر كله لله)، (بل لله الأمر جميعا)،
(ألا له الخلق والأمر)، (يدبر الأمر)، (وإليه يُرجع الأمر كله . فاعبده وتوكل عليه).
وليس لأحد من الأمر شيء، لا مَلَك مُقَرب ولا رسول مرسل، ولذلك قال الله لأفضل خلقه ﷺ: (ليس لك من الأمر شيء)،
وقيل للخليل ﷺ: (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك).
وأمر الله إذا قُضي لا يرده أحد: (وكان أمر الله مفعولا)، (وكان أمر الله قدرا مقدورا).
وأمره نافذ ولا بد (إن الله بالغ أمره)، لا يغالبه أحد (والله غالب على أمره . ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
وكل المخلوقات داخلةٌ تحت أمره، مسخرةٌ به، مفتقرةٌ إلى دوام تدبير الله لها: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره)،
بل السماء بأسرها والأرض بما فيها، خاضعتان لأمره، لا تقومان إلا به (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره).
ولا تظهر أمةٌ وتنتصر إلا بأمره: (لله الأمر من قبل ومن بعد . ويومئذ يفرح المؤمنون . بنصر الله . ينصر من يشاء).
ولا تهلك أمةٌ إلا بأمره: (تدمر كل شيء بأمر ربها)، (إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود).
وأخيرا، فأمر الله هو مما يُري الله به الخلق آثار صفاته، ليتعرفوا بها عليه عند مشاهدتهم تدبيره ذلك الأمر:
(يتنزل الأمر بينهن . لتعلموا أن الله على كل شيء قدير . وأن الله قد أحاط بكل شيء علما).
فالله أكبر ! وأمره أكبر !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق