سأل سائل يقول :
البعض يقنت لدينا في اليمن الشمالي ،
و البعض الآخر يقول : إنه بدعة ،
ما هو القول الراجح في هذا ؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا .
الإجــابــة :
القنوت السنة أن يكون في الوتر ،
و هكذا في النوازل إذا نزل بالمسلمين نازلة ،
مثل نزول الكفار على إخواننا المسلمين هذا يقنت لهم بالدعاء
أن الله يعينهم ، و أن الله يمنحهم التوفيق ،
و أن الله يسدد سهامهم ، و أنه ينصرهم على عدوهم ،
يدعى على الأعداء بأن الله يهزم جمعهم ، و يشتت شملهم ،
هذا يقال له قنوت النوازل ، كما دعا النبي صلى الله عليه و سلم
على قريش لما صدته عن البيت ، و دعا على قبائل من الكفار
قتلوا بعض المسلمين ، هذا لا بأس به ،
أما قنوت الداعي في الصبح هذا الذي ينبغي تركه ؛
لأن الأصل عدم شرعيته ،
و إنما القنوت في صلاة الوتر أو في النوازل ، هذا هو المعروف ،
و الحجة في ذلك ما ثبت عن سعد بن طارق بن أشيم الأشجعي رحمه الله
أنه قال :
[ قلت لأبي : يا أبت ، إنك صليت خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان و علي ،
أفكانوا يقنتون الفجر ؟
فقال : أي بني ]
محدث أخرجه الإمام أحمد و الترمذي و النسائي
و ابن ماجه بإسناد صحيح .
فأخبر طارق أنه محدث والمحدث بدعة ، و ذهب بعض أهل العلم
إلى أنه لا بأس في ذلك ،
و احتجوا بآثار و ردت في ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم
قنت في الصبح ، و لكنها آثار ضعيفة ،
و لو صحت لكانت محمولة على القنوت في النوازل لا دائما ،
و هذا هو الأرجح ، لكن لو صليت مع إنسان يقنت فلا بأس لأنه متأوِّل ،
و اتبع جماعة من الأئمة رأوا ذلك ،
فإذا صليت معه فلا حرج في أن تقنت معه ؛ لأنه له شبهة ،
و لأن له قولا من أقوال العلماء قد اتبعه و أخذ به فله شبهة ،
إذا قنت و صليت معه فلا حرج ،
و لكن ينصح هذا الإمام أنه لا يقنت إلا في النوازل .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق