أولًا: في القرآن
الكريم
قال الله تبارك وتعالى -:
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
[ الحشر: 10 ]
قال ابن رجب :
[ أفضل الأعمال سَلَامة الصَّدر من أنواع الشَّحْناء
كلِّها،
وأفضلها السَّلَامة من شحناء أهل الأهواء والبدع
،
التي
تقتضي الطَّعن على سلف الأمَّة، وبغضهم والحقد عليهم،
واعتقاد تكفيرهم أو تبديعهم
وتضليلهم،
ثمَّ يلي ذلك سَلَامة القلب من الشَّحْناء لعموم
المسلمين، وإرادة الخير لهم،
ونصيحتهم، وأن يحبَّ لهم ما يحبُّ لنفسه،
وقد وصف الله تعالى المؤمنين عمومًا بأنَّهم يقولون:
{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
وقال
تبارك وتعالى-:
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ
تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ
وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا
لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ
لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ
أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ }
[ الأعراف: 43 ].
ففي هذه الآية الكريمة، يبيِّن الله -تبارك وتعالى-
أنَّ سَلَامة الصَّدر،
ونقاء القلب من أمراضه -والتي منها الغِلُّ- صفة من
صفات أهل الجنَّة،
وميزة من ميزاتهم، ونعيم يتنعمون به يوم القيامة.
وقال -تبارك وتعالى- في موضع آخر من كتابه الكريم:
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ
إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }
[ الحجر: 47 ]
قال ابن عطية:
[ هذا إخبار من الله عزَّ وجلَّ أنَّه ينقِّي قلوب
ساكني الجنَّة من الغلِّ والحقد،
وذلك أنَّ صاحب الغلِّ متعذِّب به، ولا عذاب في
الجنَّة ]
وقال القشيري:
[ طهَّرنا قلوبهم من كلِّ غش، واستخلصنا أسرارهم عن
كلِّ آفة.
وطهَّر قلوب العارفين من كلِّ حظٍّ وعلاقة،
كما طهَّر قلوب الزَّاهدين عن كلِّ رغبة ومُنية،
وطهَّر قلوب العابدين عن كلِّ تهمة
وشهوة،
وطهَّر
قلوب المحبِّين عن محبَّة كلِّ مخلوق، وعن غلِّ الصَّدر
كلُّ واحد على قدر رتبته ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق