عند حصول الابتلاء جاءت وصية
القرآن
بأمرين إيمانيين
(الصبر واليقين)
وأمرين عمليين
(الاستغفار والتسبيح)
ووردت مجتمعة في بعض
الآيات:
}فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِبْكَارِ {
*
الصبر
للثبات لاحتمال البلاء واليقين للتعلق بوعد الله
والثقة بنصره.
* التسبيح
بحمد الله تذكير بنعمه على عبده لئلا تُنسى عند
الابتلاء واستشعار
لفضله ومنته تحصل به طمأنينة القلب والشعور بلطف الله
ورحمته.
}فَاصْبِرْ {
الصبر على التكذيب والصبر على الأذى والصبر على نفخة
الباطل
وانتشائه بالغلبة والسلطان في فترة من الزمان والصبر
على طباع
الناس وأخلاقهم وتصرفاتهم والصبر على النفس وميولها
وقلقها
وتطلعها ورغبتها في النصر القريب وما يتعلق به من
رغائب .
}فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
{
مهما يطل الأمد ومهما تتعقد الأمور ومهما تتقلب
الأسباب
إنه وعد من يملك التحقيق ومن وعد لأنه أراد
.
* هذا هو الزاد في طريق الصبر الطويل الشاق استغفار
للذنب وتسبيح
بحمد الرب والاستغفار المصحوب بالتسبيح وشيك أن يجاب
وهو في ذاته
تربية للنفس وإعداد وتطهير للقلب وزكاة وهذه هي صورة
النصر
التي تتم في القلب فتعقبها الصورة الأخرى في واقع
الحياة .
* الاستغفار تذلل لله وانكسار وتضرع
له
ومناجاة وفيه إقرار بالتقصير واعتراف بالذنب وطلب
العفو
للتأهل لتنزل النصر وتحقق
الوعد.
}
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
ۖ
وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ
{
الربط بينهما تكرر في الآيات لأن اليقين زاد
الصبر
والصبر قوة لبلوغ اليقين.
}فَاصْبِرْ {
اصبر على مخالفتهم وعنادهم فإن الله منجز لك ما وعدك
من نصره
إياك وجعله العاقبة لك ولمن اتبعك في الدنيا والآخرة
/ ابن كثير.
}وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ {
بل اثبت على ما بعثك الله به فإنه الحق الذي لا مرية
فيه ولا تعدل
عنه وليس فيما سواه هدى يُتبع بل الحق كله منحصر
فيه
/ ابن كثير.
}وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ {
وإلا استخفوك وحملوك على عدم الثبات على الأوامر
والنواهي
والنفس تساعدهم على هذا وتطلب التشبه والموافقة
.
}
الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {
قد ضعف إيمانهم وقل يقينهم فخفت لذلك
أحلامهم
وقل صبرهم فإياك أن يستخفك
هؤلاء
/ ابن كثير.
}
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ {
ليس مشكوكًا فيه أو فيه ريب أو كذب حتى يعسر عليك
الصبر
وإنما هو الحق المحض والهدى الصرف الذي يصبر
عليه
الصابرون وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن
رزين
العقل يسهل عليه الصبر وكل ضعيف اليقين ضعيف العقل
خفيفه .
}
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ {
المانع لك من تحصيل فوزك وسعادتك فأمره بالصبر
الذي
فيه يحصل المحبوب وبالاستغفار الذي فيه دفع
المحذور.
* في قصة يونس عليه السلام
أن التسبيح من أسباب نجاته
{ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
}
* الاستغفار من أسباب الطمأنينة
والتسرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق