قال النيسابوري
[ ترك الكلام له أربعة أسماء :
1- الصمت، وهو أعمها حتى إنه يستعمل فيما ليس يقوى
على النطق
كقولهم: مال ناطق أو صامت.
2- والسكوت، وهو ترك الكلام ممن يقدر على
الكلام.
3- والإنصات، هو السكوت مع استماع قال تعالى:
{ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا
}
[ الأعراف:204 ]
4- والإصاخة، وهو الاستماع إلى ما يصعب
إدراكه،
كالسرِّ والصوت من
المكان البعيد ]
أهمية الصمت:
إن الشرع قد حث على الصمت ورغب فيه؛
لأنه يحفظ الإنسان من الوقوع في آفات اللسان ومنكرات
الأقوال،
ويسلم به من الاعتذار للآخرين.
ويدلك على فضل لزوم الصمت أمر، وهو أن الكلام أربعة
أقسام:
قسم هو ضرر محض، وقسم هو نفع محض، وقسم فيه ضرر
ومنفعة،
وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة.
أما الذي هو ضرر محض؛ فلا بد من السكوت عنه،
وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي
بالضرر.
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر؛ فهو فضول والاشتغال به
تضييع زمان،
وهو عين الخسران، فلا يبقى إلا القسم الرابع،
فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام وبقي ربع، وهذا الربع فيه
خطر،
إذ يمتزج بما فيه إثم من دقائق الرياء والتصنع
والغيبة وتزكية النفس
وفضول الكلام امتزاجًا يخفى دركه، فيكون الإنسان به
مخاطرًا
ومن عرف دقائق آفات اللسان... علم
قطعًا،
أن ما
ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصل الخطاب حيث قال:
( من صمت نجا )
فلقد أوتي والله جواهر الحكم قطعًا، وجوامع
الكلم
ولا
يعرف ما تحت آحاد كلماته من بحار المعاني إلا خواص العلماء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق