وصايا في الصمت :
قال رجل لسلمان رضي الله عنه: أوصني.
قال: لا تتكلم.
قال: وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم؟
قال: فإن كنت لا تصبر عن الكلام، فلا تتكلم إلا بخير
أو اصمت .
وقال
رجل لبعض العارفين: أوصني
قال: اجعل لدينك غلافًا كغلاف المصحف؛ لئلا يدنسه،
قال: وما غلاف الدين؟
قال: ترك الكلام إلا فيما لا بد منه، وترك طلب الدنيا
إلا ما لا بد منه،
وترك مخالطة الناس إلا فيما لا بد منه
.
وعن
عقيل بن مدرك يرفعه إلى أبي سعيد أن رجلًا أتاه، فقال:
أوصني،
فقال:
أوصيك بتقوى الله، وعليك بالصمت، فإنك به تغلب
الشيطان.
وعن
أبي الذيَّال، قال:
[ تعلَّم الصمت كما تعلم الكلام، فإن يكن الكلام
يهديك،
فإن الصمت يقيك، ألا في الصمت خصلتان:
تدفع به جهل من هو أجهل منك، وتعلم به من علم من هو
أعلم منك ]
وعن
حبيب بن عيسى، قال:
[ كان ابن مريم يقول: ابن آدم الضعيف؛ علم نفسك الصمت
كما تعلمها الكلام،
وكن
مكينًا المكانة المنزلة. وفلان مكين عند فلان بين المكانة.
والمكانة: الموضع ]
وقال
لقمان لابنه:
[ يا بني، إن غلبت على الكلام، فلا تغلب على الصمت،
فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، إني ندمت على
الكلام مرارًا،
ولم أندم على الصمت مرة واحدة ]
وتكلم
أربعة من حكماء الملوك بأربع كلمات كأنها رمية عن قوس:
فقال ملك الروم: أفضل علم العلماء السكوت.
وقال ملك الفرس: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها.
وقال ملك الهند: أنا على ردِّ ما لم أقل أقدر مني على ردِّ ما قلت.
وقال ملك الصين: ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت.
وقد قال بعض الصالحين:
[ الزم الصمت يكسبك صفو المحبة، ويأمنك سوء المغبة،
ويلبسك ثوب الوقار، ويكفك مؤنة الاعتذار. وقيل: الصمت
آية الفضل،
وثمرة العقل، وزين العلم، وعون الحلم؛ فالزمه تلزمك
السلامة ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق