عفوه عن مسطح بن أثاثة:
وكان مسطح بن أثاثة ممن تكلم في الإفك، فلما أنزل
الله براءة عائشة،
قال أبو بكر الصديق: -وكان ينفق على مسطح بن أثاثة
لقرابته منه وفقره
والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال
لعائشة ما قال فأنزل الله:
{ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ
}
إلى
قوله :
{ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
}
قال أبو بكر الصديق:
بلى والله إني لأحب أن يغفر الله
لي،
فرجع
إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال والله لا أنزعها منه
أبدًا .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه:
( أن رجلًا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم
جالس،
فجعل
النبي صلى الله عليه وسلم يعجب، ويتبسم،
فلما أكثر ردَّ عليه بعض قوله؛ فغضب النبي صلى الله
عليه وسلم،
وقام فلحقه أبو بكر،
فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت
جالس،
فلما رددت عليه بعض قوله غضبت
وقمت،
قال:
إنه كان معك مَلَك يردُّ عنك،
فلما رددت عليه بعض قوله وقع
الشيطان؛
فلم أكن لأقعد مع الشيطان.
ثم قال: يا أبا بكر، ثلاث كلُّهنَّ حقٌّ:
ما من عبد ظلم بمظلمة،
فيغضي عنها لله عزَّ وجلَّ إلا أعزَّ الله بها نصره،
وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها
كثرة،
وما فتح رجل باب مسألة يريد بها
كثرة
إلا زاده الله عزَّ وجلَّ بها قلة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق