عن
ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
للأشجِّ أشجِّ عبد القيس
:
(
إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة
)
صحيح مسلم
قال القاضي عياض :
الأناة : تربُّصه حتى
نظر في مصالحه ولم يعجل،
والحِلْم : هذا القول
الذي قاله، الدَّال على صحَّة عقله،
وجودة
نظره للعواقب،
قلت: ولا يخالف هذا ما
جاء في مسند أبي يعلى وغيره:
أنَّه لما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم للأشجِّ :
(
إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة
)،
قال : يا رسول الله،
كانا فيَّ أم حدثا؟
قال:
بل قديم
،
قال: قلت: الحمد لله
الذي جبلني على خلقين يحبُّهما
وعن
أنس بن مالك رضي الله عنه
عن
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
(
التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلة مِن الشَّيطان
)
حسنه
الألباني
قال
المناوي :
(
التَّأنِّي مِن الله
)
أي : ممَّا يرضاه
ويثيب عليه،
(
والعَجَلة مِن الشَّيطان )
أي: هو الحامل
عليها بوسوسته؛
لأنَّ العَجَلَة تمنع
مِن التَّثبُّت، والنَّظر في العواقب
وقال ابن القيِّم :
(
والعَجَلة مِن الشَّيطان )
فإنَّها خفَّةٌ
وطيشٌ وحدَّةٌ في العبد
تمنعه مِن التَّثبُّت
والوقار والحِلْم،
وتوجب
له وضع الأشياء في غير مواضعها،
وتجلب عليه أنواعًا من
الشُّرور، وتمنع عنه أنواعًا من الخير
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
(
لو لبثتُ في السِّجن ما لبث يوسف لأجبت الدَّاعي
)
صحيح البخاري
قال
القاسمي :
مدحه النَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم على هذه الأناة،
كان في طي هذه المدحة
بالأناة والتَّثبُّت تنزيهه وتبرئته
ممَّا
لعلَّه يسبق إلى الوهم أنَّه همَّ بامرأة العزيز همًّا يؤاخذ
به،
لأنَّه إذا صبر وتثبَّت
فيما له ألَّا يصبر فيه، وهو الخروج مِن
السِّجن،
مع أن الدَّواعي متوافرة
على الخروج منه،
فلأن يصبر فيما عليه أن
يصبر فيه مِن الهمِّ، أولى وأجدر
وعن
أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
(
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتخيير أزواجه بدأ بي،
فقال: إنِّي ذاكر لك أمرًا،
فلا عليك أن لا تعجلي
حتى تستأمري أبويك )
(صحيح البخاري)
قال ابن حجر:
قوله :
(
فلا عليك أن لا تعجلي ) ,
أي : فلا بأس عليك في
التَّأنِّي ،
وعدم
العَجَلَة حتى تشاوري أبويك
وعن
سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّه قال:
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
(
التُّؤدة في كلِّ شيء خيرٌ إلَّا في عمل الآخرة
)
صححه
الألباني
قال
القاري :
(
التُّؤدة )
:
بضمِّ التَّاء وفتح الهمزة،
أي: التَّأنِّي
،
(في
كلِّ شيء )
أي:
مِن الأعمال
(خيرٌ
)
أي
: مستحسن،
(
إلَّا في عمل الآخرة )
أي
: لأنَّ في تأخير الخيرات آفات
ورُوِي أنَّ أكثر صياح
أهل النَّار مِن تسويف العمل.
قال
الطِّيبي :
وذلك
لأنَّ الأمور الدُّنيويَّة لا يعلم عواقبها في ابتدائها
أنَّها
محمودة العواقب حتى يتعجَّل فيها، أو مذمومة فيتأخر
عنها،
بخلاف الأمور
الأخرويَّة؛
لقوله
تعالى :
{
فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ }
[
البقرة : 148 ]
{ وَسَارِعُواْ إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ }
[
آل عمران : 133 ]
المصدر
الدرر
السنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق