زرت مريضا كان يردد لماذا الله يبتليني بالمرض وأنا لست مقصرا في حق ربي؟
فقلت له: أي حدث يمر على الإنسان في الدنيا فهو رسالة من رب العالمين لتذكيره
وإيقاظ ضميره ودعوته للتفكر والتقرب إلى الله تعالى،
فالواحد منا في كل لحظة في حياته يشاهد أو يسمع شيئا يكون سببا في تذكيره بربه،
فأحيانا يكون التذكير برسالة وصلتك عبر الواتس أو عبارة قرأتها في الشبكات الاجتماعية
أو موقف يحصل أمامك فتتأثر به أو مصيبة تأتيك فتجعلك تعيد حساباتك مع ربك أو مع الناس من حولك
أو كتاب تقرؤه فيغير تفكيرك تجاه ربك أو آية تسمعها أثناء صلاتك فتتأثر بها، وهكذا تتوالى عليك الرسائل الربانية
في إيقاظ قلبك وروحك حتى لا يكون للإنسان عذر أمام ربه على تقصيره.
قال: أنا تأثرت كثيرا بحلم رأيته بالمنام، فلما سألت عن تفسيره قالوا لي إنه يدل على تقصيري في العبادة تجاه ربي،
فازددت عبادة بعدما رأيت هذه الرؤيا، قلت: كلامك صحيح والرؤيا من التذكير الرباني كذلك،
قال: إذن هذا التذكير رحمة من الله تعالى ومحبة لعباده، قلت له: نعم وهذا ليس للمسلم فقط وإنما لجميع الخلق فالله يذكرهم،
ولكن بعضهم تستوقفه أحداث الحياة فيتذكر ويرجع إلى الله وبعضهم يعيش في غفلته،
ولهذا قال الله تعالى :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }
يعنى المتأملين والمتفكرين الذين يشاهدون أحداث الحياة فيتعظون بها.
فلو سألك فقير فهو يذكرك بحق المال عليك، ولو رأيت شخصا أقل منك غنى ويتصدق على فقير أمامك فهو يعطيك درسا في الإنفاق،
ولو كنت تسير بسيارتك والسيارة التي بقربك عملت حادثة فهذا تذكير من الله لك بحفظك، ولو أنت الذي عملت الحادثة
فكذلك هذا تذكير لك بأن تراجع علاقتك بربك، فبعض الناس يتعظ من مكالمة هاتفية جاءته بالخطأ، وبعضهم يتعظ من وفاة عزيز عنده،
وبعضهم يتأثر من الحديث مع كبير السن، وبعضهم يتأثر من كلام خبير أو طبيب، فالكون كله بيد الله
وهو مسخر لنا ولهذا علينا ألا نتجاهل أي عبارة أو حدث نعيشه أو نسمعه أو نشاهده فكلها فيها العبرة،
ولكنها تحتاج لقلب يقظ مدرك ما يدور حوله لا لقلب نائم غافل، فإذا لم يتعظ القلب من هذه الرسائل الربانية
ينزل عليه البلاء حتى يستيقظ قلبه ويصلح علاقته بربه، فكل شيء يعطينا الله تعالى إما يكون نعمة أو فتنة،
يكون نعمة لو نحن أدينا حقها وشكرنا الله عليها، ويكون فتنة لو صرفتنا عن الله وأبعدتنا عنه،
فالزوجة والأولاد قد يكونون نعمة أو فتنة، والمال والمنصب والجمال والأمن والصحة كلها إما ان تكون نعمة أو فتنة
فالرسالة التي يرسلها الله للإنسان إما أن تكون شخصا كإرسال الأنبياء أو كتابا كالقرآن الكريم أو مصائب أو موت أحد الأقارب
أو حتى الشيب الذي يظهر في الشعر أو بلوغ الستين سنة، وكما قيل من دخل في الستين فقد دخل في أسواق الآخرة،
فالرسائل الربانية كثيرة ولكن لا بد أن نكون مدركين لها، وأقترح عليكم قراءة ( توبة مالك بن دينار )
فقصته جميلة في فهم الرسالة وتغيير مجرى حياته للطاعة.
ومن يتأمل الصيام ففيه رسائل ربانية كثيرة منها استشعار قرصة الجوع عند الفقير، ومنها التربية على الصبر وقوة الإرادة،
ومنها قهر النفس والشهوات وضبطها بما يرضي الله تعالى، ونحن نحتاج للبس نظارة ترى الرسائل الربانية حتى نكون متيقظين دائما.
د. جاسم المطوع
فقلت له: أي حدث يمر على الإنسان في الدنيا فهو رسالة من رب العالمين لتذكيره
وإيقاظ ضميره ودعوته للتفكر والتقرب إلى الله تعالى،
فالواحد منا في كل لحظة في حياته يشاهد أو يسمع شيئا يكون سببا في تذكيره بربه،
فأحيانا يكون التذكير برسالة وصلتك عبر الواتس أو عبارة قرأتها في الشبكات الاجتماعية
أو موقف يحصل أمامك فتتأثر به أو مصيبة تأتيك فتجعلك تعيد حساباتك مع ربك أو مع الناس من حولك
أو كتاب تقرؤه فيغير تفكيرك تجاه ربك أو آية تسمعها أثناء صلاتك فتتأثر بها، وهكذا تتوالى عليك الرسائل الربانية
في إيقاظ قلبك وروحك حتى لا يكون للإنسان عذر أمام ربه على تقصيره.
قال: أنا تأثرت كثيرا بحلم رأيته بالمنام، فلما سألت عن تفسيره قالوا لي إنه يدل على تقصيري في العبادة تجاه ربي،
فازددت عبادة بعدما رأيت هذه الرؤيا، قلت: كلامك صحيح والرؤيا من التذكير الرباني كذلك،
قال: إذن هذا التذكير رحمة من الله تعالى ومحبة لعباده، قلت له: نعم وهذا ليس للمسلم فقط وإنما لجميع الخلق فالله يذكرهم،
ولكن بعضهم تستوقفه أحداث الحياة فيتذكر ويرجع إلى الله وبعضهم يعيش في غفلته،
ولهذا قال الله تعالى :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }
يعنى المتأملين والمتفكرين الذين يشاهدون أحداث الحياة فيتعظون بها.
فلو سألك فقير فهو يذكرك بحق المال عليك، ولو رأيت شخصا أقل منك غنى ويتصدق على فقير أمامك فهو يعطيك درسا في الإنفاق،
ولو كنت تسير بسيارتك والسيارة التي بقربك عملت حادثة فهذا تذكير من الله لك بحفظك، ولو أنت الذي عملت الحادثة
فكذلك هذا تذكير لك بأن تراجع علاقتك بربك، فبعض الناس يتعظ من مكالمة هاتفية جاءته بالخطأ، وبعضهم يتعظ من وفاة عزيز عنده،
وبعضهم يتأثر من الحديث مع كبير السن، وبعضهم يتأثر من كلام خبير أو طبيب، فالكون كله بيد الله
وهو مسخر لنا ولهذا علينا ألا نتجاهل أي عبارة أو حدث نعيشه أو نسمعه أو نشاهده فكلها فيها العبرة،
ولكنها تحتاج لقلب يقظ مدرك ما يدور حوله لا لقلب نائم غافل، فإذا لم يتعظ القلب من هذه الرسائل الربانية
ينزل عليه البلاء حتى يستيقظ قلبه ويصلح علاقته بربه، فكل شيء يعطينا الله تعالى إما يكون نعمة أو فتنة،
يكون نعمة لو نحن أدينا حقها وشكرنا الله عليها، ويكون فتنة لو صرفتنا عن الله وأبعدتنا عنه،
فالزوجة والأولاد قد يكونون نعمة أو فتنة، والمال والمنصب والجمال والأمن والصحة كلها إما ان تكون نعمة أو فتنة
فالرسالة التي يرسلها الله للإنسان إما أن تكون شخصا كإرسال الأنبياء أو كتابا كالقرآن الكريم أو مصائب أو موت أحد الأقارب
أو حتى الشيب الذي يظهر في الشعر أو بلوغ الستين سنة، وكما قيل من دخل في الستين فقد دخل في أسواق الآخرة،
فالرسائل الربانية كثيرة ولكن لا بد أن نكون مدركين لها، وأقترح عليكم قراءة ( توبة مالك بن دينار )
فقصته جميلة في فهم الرسالة وتغيير مجرى حياته للطاعة.
ومن يتأمل الصيام ففيه رسائل ربانية كثيرة منها استشعار قرصة الجوع عند الفقير، ومنها التربية على الصبر وقوة الإرادة،
ومنها قهر النفس والشهوات وضبطها بما يرضي الله تعالى، ونحن نحتاج للبس نظارة ترى الرسائل الربانية حتى نكون متيقظين دائما.
د. جاسم المطوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق