علمني الإسلام أن أكون رفيقًا حليمًا، سهلًا، في القول والفعل،
هينًا لينًا، عفوًا متأنيًا، فغن هذا صفة ربناية كريمة، حيث وصف
رسولنا صلى الله عليه وسلم رب العالمين بأنه
( رفيق يحب الرفق في الأمر كله )
كما في الحديث المتفق عليه، وبين في حديث آخر رواه مسلم،
أنه يعطي على اللين والتؤدة ما لا يعطي على الشدة والمشقة :
( يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف )
، وأن من حرم هذا الخلق الكريم، فقد حرم الخير كله،
وكأن الحلم سيد الأخلاق !
وإن من وهبه الله هذه الخصلة الرائعة، فقد دق أبواب الجنة عن قرب،
فإن الله يحب الحلم والأناة، وتحرم النار
( على كل قريب هينٍ لينٍ سهل )
كما رواه الترمذي وحسنه .
فإذا رأيت مسلمًا لطيفًا في معشره، يحلم على الناس، ويعفو عن
أخطائهم، ويتحمل أذاهم، ولا يحرجهم بكلمة سوء، فاقترب منه،
واغبطه على هذا الخلق الجليل وامش معه أو في ظله فإنه نعم الأديب
يتعلم منه ونعم الأدب يتحلى به .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق