هل تعلم ما هو تفسير قوله تعالى:
{ شواظ من نار ونحاس }
؟ وهل النحاس يمكن أن يكون نوعاً من أشد أنواع العذاب؟
دعونا نتأمل....
هناك نيازك تتوهج باللون الأخضر لدى احتراقها على حدود الغلاف
الجوي فلماذا؟ لقد درس العلماء هذه الظاهرة فوجدوا أن هذه النيازك
تحوي معدن النحاس والذي ينصهر ويتبخر أثناء احتكاك النيزك بالغلاف
الجوي نتيجة لسرعته الهائلة.
وهذه صور لبعض النيازك التي تتوهج باللون الأخضر بسبب وجود
عنصر النحاس في تركيب هذه النيازك، ويقول العلماء إن ذوبان النحاس
بهذا الشكل يولد طاقة حرارية هائلة تصل حرارتها لأكثر من ألفي
درجة مئوية..
هذه الظاهرة – ظاهرة النيازك النحاسية المتواجدة في الفضاء لم يتم
اكتشافها إلا حديثاً... ولكن الله تعالى أنبأ عن مثل هذه النيازك بالإشارة
إلى عنصر النحاس فيها.. قال تعالى:
{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ
وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ *
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَ نُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ }
[الرحمن: 33-35].
والشَّواظُ والشُّواظُ اللَّهَب الذي لا دُخانَ فيه.. وهذه الكلمة فيها إعجاز
أيضاً.. فتشكل الدخان يحتاج للأكسجين، والفضاء الخارجي كما نعلم
لا يوجد أكسجين وبالتالي لا يتشكل الدخان، بل تتشكل شرارة نارية عنيفة
أشبه بإعصار ناري نتيجة ذوبان وتبخر النحاس... الدخان الذي نعرفه
يتركب أساساً من أول وثاني أكسيد الكربون.. ومركبات أخرى يدخل
الأكسجين في تركيبها.
وسؤالنا للمشككين بهذا القرآن: كيف علم نبينا عليه السلام بوجود عنصر
النحاس في الفضاء الخارجي وأنه من أنواع العذاب الشديد؟ ومن أين جاء
بكلمة(شواظ) وهي مناسبة جداً للتعبير عن احتراق النحاس في الفضاء
الخارجي حيث لا يوجد أكسجين مما يولد كرة نارية ملتهبة من دون دخان
كالذي عرفه على الأرض.. ولا نملك إلا أن نقول.. سبحان الله!
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق