خلع الحذاء قبل الدخول إلى المساجد هو فرض على كل مسلم.. فهل هناك
بعض الأسرار العلمية وراء ذلك.. دعونا نتأمل ما كشفه العلماء حديثاً....
وجدت دراسة أجرتها جامعة أريزونا عام 2014 أن نعل الحذاء يحوي
عدداً كبيراً من البكتريا الخطيرة مثل الإيكولاي E. coli. وهذه البكتريا
تنتقل بسهولة وتعلق في سجاد المنزل وتكون خطيرة على الأطفال الصغار
الذين يلتقطون أشياءهم من الأرض ويضعونها في فمهم.
البكتريا يمكن أن تسبب ذات الرئة واضطرابات معوية خطيرة وأمراض
أخرى. والخطر الشديد يكمن في نقل بكتريا جديدة للمنزل لم يألفها
أصحاب المنزل. فالإنسان يتنقل في حذائه عبر أماكن مختلفة وربما يذهب
لمدن أو دول بعيدة ويجلب من خلال حذائه بكتريا جديدة للمنزل،
هذه البكتريا تكون خطيرة جداً لأنها جديدة على النظام المناعي
ويصعب عليه مقاومتها.
ويؤكد الباحثة Cindy Gellner من جامعة
University of Utah Health Care أن معظم الأحذية التي
تم اختبارها احتوت على كميات لابأس بها من بكتريا الإيكولاي.
ولذلك ننصح بأن تبقي حذاءك خارج المنزل وبالتالي سوف تتخلص
من 90 % من البكتريا الضارة!
وتقول الباحثة إذا أردت أن تضع حذاءك في البيت فينبغي
أن تغسله جيداً للتخلص من هذه البكتريا.
خلع الحذاء في الإسلام
نحن نعلم أنه لا يجوز الدخول للمساجد إلا بعد خلع الحذاء.. وتصوروا
لو أن الإسلام سمح بلبس الحذاء والدخول للمساجد، مع هذا العدد الهائل
الذي يدخل المسجد من أناس مختلفين ومنهم مسافرون من أماكن بعيدة..
وتصوروا لو أن كل واحد من المصلين نقل أنواعاً جديدة من البكتريا
من خلال حذائه فماذا ستكون النتيجة؟ سيتحول المسجد إلى مكان
مليء بالأوبئة والبكتريا المعدية.
وتصوروا معي لو أن الإسلام سمح لنا بالدخول بأحذيتنا إلى المساجد
طيلة هذه القرون، قم جاء العلم الحديث ليثبت أن هذا الأمر خاطئ..
فماذا ستكون النتيجة؟
ولذلك فإن الله تعالى أمر سيدنا موسى بخلع حذائه فقال:
{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى }
[طه: 12].
والسؤال: لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاذباً كما يدعي الملحدون،
فلماذا يأمرنا بخلع الأحذية قبل الدخول للمساجد، وبما يتفق مع نتائج
البحث العلمي الحديث؟ ومن الذي علمه ذلك؟
وربما نعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي بنعليه النظيفين
أحياناً، وعندما يرى فيهما أذى أو قذارة ما، فإنه يخلع نعليه
أو يمسحهما جيداً ثم يدخل للمسجد.
فقد قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام:
(فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى عليهما (النعلين)
أذى فليمسحه ثم يصلي فيهما)
وهذا يدل على عدم جواز الصلاة بالحذاء الذي عليه آثار القذارة.
ولذلك وبما أن العلم الحديث أثبت أن جميع الأحذية تحمل هذه البكتريا
الضارة والقاعدة الفقهية تقول: لا ضرر ولا ضرار، إذاً لا تجوز الصلاة
في المسجد بالحذاء العادي في هذا العصر للوقاية من شر هذه البكتريا
وعدم إيذاء المصلين ونقل الأمراض إلى مساجد المسلمين..
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق