السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ مصابٌ بِحَوَل في عينه، أثَّر ذلك على نفسيتِه، وأصبح يائسًا
مُستسلمًا، وهو يريد مشورةً لما وصلتْ إليه حالته ونفسيتُه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أعاني مِن حَوَلٍ في عيني، ترتَّب على هذا المرض العضويِّ
مرَضٌ نفسي، وأصبحتْ حالتي النفسية مترَدِّية جدًّا، وأحسستُ
بالضعف والمهانة والذُّل، غير راضٍ عن واقعي ولا عن حياتي، كرِهْتُ نفسي
بسبب هذا الحوَل، وما زال هذا المرَضُ معي لا يُفارقني، أدعو الله تعالى
وأنا أصلي أن يشفيني، وأتعجَّل الإجابة، لكن الله لم يَستَجِبْ!
تسبَّب لي هذا في الخجَل وضعف الثقة بالنفس، والتراجُع والانعزال،
والتفكير في الانتحار، وكُره الناس والحقد عليهم، رغم أنني
والحمدُ لله لستُ سيئًا لا أخلاقيًّا ولا سُلوكيًّا ولا مَظهرًا.
أقعدني هذا المرضُ عن كل ما هو حسنٌ وجميل، وأظلمت الدنيا في
عيني وقلبي، فعشتُ في ضنكٍ وفقرٍ.
أرى أنَّ سببَ ذلك سوء التربية والإهمال العائلي، وسوء التصرُّف منهم،
واحتقار الأهل لي عندما كنتُ طفلًا، فتعوَّدتُ على ذلك، وصِرتُ
أرى نفسي أقل مِن الناس ودونهم في كلِّ شيءٍ.
حاليًّا أفكِّر في العلاجِ، لكن أخاف الفشَل وأن أظل أحْوَل، ولا أقدِر
على التأقلُم، رغم أن ثقتي بربي كبيرة.
تخرجتُ من الجامعة، ومستواي الدراسي مُتدنٍّ وضعيفٌ جدًّا،
ولا أفكِّر في البحث عن عمَلٍ بسبب تردُّدي وخجلي وضعف شخصيتي،
والأهلُ ينتظرون مني شيئًا، لكن للأسف فاقدُ الشيء لا يُعطيه،
أصبحتُ مُستسلمًا وأفكِّر في الانتحار.
أتمنى منكم توجيهًا ونُصحًا، فأنا في غاية الضعفِ، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل حفظه الله، أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.
إنَّ مشكلتك الصِّحيَّة التي ذكرتَها مُزعجة حقًّا؛ حيث يبحث الإنسانُ عن
التميُّزِ بأعيُن الغير لا بعينه فقط، لكن مِن الهام جدًّا أن يُعالج الإنسانُ
جسدَه لتتحسنَ حياته، وأيَّ مرضٍ يعوق النمو السليم في الحياة، فهل
سعيتَ لعلاج مشكلتك وأنت تدعو الله أن يشفيك؟ عليك بالمبادَرة،
وزيارة أمهر أطباء العيون والمختصين في علاج حالتك، وعلى
حدِّ علمي هناك عمليات تُجرى لتصحيح مشكلة الحوَل، وتزول
بعدها المشكلةُ بإذن الله، وتعود شخصًا سليمًا مُعافًى.
لستَ أقل مِن الناس في شيءٍ أبدًا على ما أنتَ عليه، ومَن يُعاملك بسوءٍ
بناءً على مَظهرك الخارجي ثِقْ أنه جاهل، ينبغي أن تشفقَ عليه، لا أن
تفقدَ ثقتك بنفسك بسببه، فكثيرٌ مِن الناس لديهم عيوبٌ جسدية خفيَّة،
والكمالُ لله وحده فقط، وكلنا بشرٌ مُعرَّضون للعيب والنقص،
فماذا يقول فاقدُ البصر إذًا؟
بعضُ الناس فاقدون للبصَر ويعيشون بشكل طبيعي، ومُتكَيِّفون مع
وضعهم الصِّحيِّ، ولهم أحبابٌ وأقاربُ، ويتزوجون ويُنجبون، وقد كان
العالِمُ الشيخ ابن باز رحمه الله فاقدًا للبصَر، فهل قلَّل ذلك مِن مكانته؟
أو نفَّر الناس مِن شخصه؟ بل اجتمع حولَه الناسُ محبةً وتقديرًا،
وإجلالًا لعِلمه وخُلُقِه، ومشكلتُك هذه أخفُّ مِن فاقد البصر.
أخي الكريم، إن الشكلَ والمَظهر الخارجي قشرةٌ تُغطي الأشياءَ الداخلية،
والأهم هو جوهرُ الإنسان وتميُّزه بالروح والعقل.
فابحثْ عن علاجٍ، حاولْ وناضلْ لتُعالِج نفسَك، فإن فقدتَ الحيلةَ
وكانتْ مشكلتك مستحيلةَ العلاج - ولا مستحيل مع الله - فعليك أن تتكيفَ
مع حالتِك، وتتقبَّل قسمةَ الله، وتبقى على اطِّلاعٍ ومتابعة لتطور الطبِّ؛
فقد لا تجد علاجًا اليوم لكنك تجده غدًا.
احْمَد الله على ما أنتَ عليه، تعلَّم واعملْ وثِقْ بما لديك مِن ميزاتٍ كثيرة،
وتميَّز بخُلُقك وعِلمك ودينك، وسوف يُحبك الناسُ، ويَنجذبون إليك
بسبب خُلُقك وعلمك وروحك الطيبة، لا بسبب هيئتك الخارجية.
أَحْسَنَ الله إليك.
♦ الملخص:
شابٌّ مصابٌ بِحَوَل في عينه، أثَّر ذلك على نفسيتِه، وأصبح يائسًا
مُستسلمًا، وهو يريد مشورةً لما وصلتْ إليه حالته ونفسيتُه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ أعاني مِن حَوَلٍ في عيني، ترتَّب على هذا المرض العضويِّ
مرَضٌ نفسي، وأصبحتْ حالتي النفسية مترَدِّية جدًّا، وأحسستُ
بالضعف والمهانة والذُّل، غير راضٍ عن واقعي ولا عن حياتي، كرِهْتُ نفسي
بسبب هذا الحوَل، وما زال هذا المرَضُ معي لا يُفارقني، أدعو الله تعالى
وأنا أصلي أن يشفيني، وأتعجَّل الإجابة، لكن الله لم يَستَجِبْ!
تسبَّب لي هذا في الخجَل وضعف الثقة بالنفس، والتراجُع والانعزال،
والتفكير في الانتحار، وكُره الناس والحقد عليهم، رغم أنني
والحمدُ لله لستُ سيئًا لا أخلاقيًّا ولا سُلوكيًّا ولا مَظهرًا.
أقعدني هذا المرضُ عن كل ما هو حسنٌ وجميل، وأظلمت الدنيا في
عيني وقلبي، فعشتُ في ضنكٍ وفقرٍ.
أرى أنَّ سببَ ذلك سوء التربية والإهمال العائلي، وسوء التصرُّف منهم،
واحتقار الأهل لي عندما كنتُ طفلًا، فتعوَّدتُ على ذلك، وصِرتُ
أرى نفسي أقل مِن الناس ودونهم في كلِّ شيءٍ.
حاليًّا أفكِّر في العلاجِ، لكن أخاف الفشَل وأن أظل أحْوَل، ولا أقدِر
على التأقلُم، رغم أن ثقتي بربي كبيرة.
تخرجتُ من الجامعة، ومستواي الدراسي مُتدنٍّ وضعيفٌ جدًّا،
ولا أفكِّر في البحث عن عمَلٍ بسبب تردُّدي وخجلي وضعف شخصيتي،
والأهلُ ينتظرون مني شيئًا، لكن للأسف فاقدُ الشيء لا يُعطيه،
أصبحتُ مُستسلمًا وأفكِّر في الانتحار.
أتمنى منكم توجيهًا ونُصحًا، فأنا في غاية الضعفِ، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل حفظه الله، أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.
إنَّ مشكلتك الصِّحيَّة التي ذكرتَها مُزعجة حقًّا؛ حيث يبحث الإنسانُ عن
التميُّزِ بأعيُن الغير لا بعينه فقط، لكن مِن الهام جدًّا أن يُعالج الإنسانُ
جسدَه لتتحسنَ حياته، وأيَّ مرضٍ يعوق النمو السليم في الحياة، فهل
سعيتَ لعلاج مشكلتك وأنت تدعو الله أن يشفيك؟ عليك بالمبادَرة،
وزيارة أمهر أطباء العيون والمختصين في علاج حالتك، وعلى
حدِّ علمي هناك عمليات تُجرى لتصحيح مشكلة الحوَل، وتزول
بعدها المشكلةُ بإذن الله، وتعود شخصًا سليمًا مُعافًى.
لستَ أقل مِن الناس في شيءٍ أبدًا على ما أنتَ عليه، ومَن يُعاملك بسوءٍ
بناءً على مَظهرك الخارجي ثِقْ أنه جاهل، ينبغي أن تشفقَ عليه، لا أن
تفقدَ ثقتك بنفسك بسببه، فكثيرٌ مِن الناس لديهم عيوبٌ جسدية خفيَّة،
والكمالُ لله وحده فقط، وكلنا بشرٌ مُعرَّضون للعيب والنقص،
فماذا يقول فاقدُ البصر إذًا؟
بعضُ الناس فاقدون للبصَر ويعيشون بشكل طبيعي، ومُتكَيِّفون مع
وضعهم الصِّحيِّ، ولهم أحبابٌ وأقاربُ، ويتزوجون ويُنجبون، وقد كان
العالِمُ الشيخ ابن باز رحمه الله فاقدًا للبصَر، فهل قلَّل ذلك مِن مكانته؟
أو نفَّر الناس مِن شخصه؟ بل اجتمع حولَه الناسُ محبةً وتقديرًا،
وإجلالًا لعِلمه وخُلُقِه، ومشكلتُك هذه أخفُّ مِن فاقد البصر.
أخي الكريم، إن الشكلَ والمَظهر الخارجي قشرةٌ تُغطي الأشياءَ الداخلية،
والأهم هو جوهرُ الإنسان وتميُّزه بالروح والعقل.
فابحثْ عن علاجٍ، حاولْ وناضلْ لتُعالِج نفسَك، فإن فقدتَ الحيلةَ
وكانتْ مشكلتك مستحيلةَ العلاج - ولا مستحيل مع الله - فعليك أن تتكيفَ
مع حالتِك، وتتقبَّل قسمةَ الله، وتبقى على اطِّلاعٍ ومتابعة لتطور الطبِّ؛
فقد لا تجد علاجًا اليوم لكنك تجده غدًا.
احْمَد الله على ما أنتَ عليه، تعلَّم واعملْ وثِقْ بما لديك مِن ميزاتٍ كثيرة،
وتميَّز بخُلُقك وعِلمك ودينك، وسوف يُحبك الناسُ، ويَنجذبون إليك
بسبب خُلُقك وعلمك وروحك الطيبة، لا بسبب هيئتك الخارجية.
أَحْسَنَ الله إليك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق