السؤال
♦ ملخص السؤال:
شاب عنده مشكلة نفسيَّة من سبعة أعوام، تطوَّرت بعد ذهابه إلى
أكثر من طبيب نفسيٍّ، إلى أن صار عصبيًّا، ولديه هلاوس سمعية
وبصرية
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري (26) عامًا أقيم في (سويسرا)، بدأت مشكلتي منذ
سبع سنوات، وكنتُ حينها أشعر بضيق شديد، ومع ذلك أكملتُ ا
لدراسة والاستعداد للامتحانات، إلى أن جاء يوم وأحسستُ فجأة
بعصبية شديدة ورغبة في التقيُّؤ، وضبابية في الرؤية، واستمرَّت
هذه الأعراض حوالي ساعتَين واختفتْ وعادتْ بعد أسبوع،
وهكذا إلى أن أنهيتُ الامتحانات.
بعد الامتحانات ذهبت إلى طبيب باطنة، وشكوتُ له ما أعاني، فأكَّد لي
على ضرورة مراجَعة طبيب نفسي، ووصف لي (موتيفال)، إلا أنني
لم أستطع الذهاب إلى طبيب نفسي بحكم ظروفي إلا بعد عام!
أخبرني الطبيب النفسي أنني أعاني مِن اكتئاب، ووصف لي
(ليكساسير 20) ودواءً آخر، لكني لم أستفد مِن هذه الأدوية شيئًا،
وتغيرتْ حالتي مِن سيئٍ إلى أسوأ، وظلَّت تلك النوبات تُلاحقني،
حتى إني كنتُ أشعر أني غريب عن الدنيا.
بعد ذلك تركتُ هذا العلاج لعدم جَدواه، وذهبتُ إلى طبيب آخر بعد
محاولة انتحار فاشلة، وقرَّر لي هذا الطبيب تناول (زولوسير)
و(ديميترول) (أولان بريكسا) وأخيرًا (زولوسير200 ولوسترال)،
للأسف لم تتحسَّن حالتي، وما زلت أعاني من نفس الأعراض السابقة وأكثر،
وأصبحتُ مُنعزلًا عن الدنيا، فاقدًا للتركيز، عصبيًّا لأتفه الأسباب،
كثير الشرود حتى إني أشعر أني في عالم آخر، ولا أقدر على الاستنتاج،
ولا أستوعب شيئًا ممن يُحدِّثني.
إضافة إلى ما سبق فقد سمعت في الفترة الأخيرة صوتًا يناديني باسمي،
وصرت أشمُّ روائح غير موجودة، وصرت لا أنام إلا كل يومين، وفقدت الاهتمام بنفسي وبمَن حولي!
أصبحتُ جثة بلا روح، أتعجب مِن صوتي، ومن تصرُّفاتي، وتعجب
مني مَن حولي فقد فقدتُ عقلي، فماذا أفعل، وما هو تشخيص حالتي،
وهل مِن المُمكن أن أعافى؟ أو سأبقى على حالي؟
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا أن نرحِّب بك في قسم الاستشارات بشبكة الألوكة، سائلين
المولى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المُستشيرين.
يظهر جليًّا أن حالتك النفسية قد ازدادتْ سوءًا عند أول موقف تعرَّضت
له قبل سبع سنوات، وقد تكون الحالةُ والأعراض التي واجهتها في
تلك الفترة مرتبطةً بالضغط والتوتر الذي تسببه دراسة التوجيهي،
ثم القلق بسبب المعدَّل، ثم التخصُّص، وغير ذلك من العوامل التي تُسبِّب إرهاقًا
نفسيًّا كبيرًا على الطالب، ويَزيد من حدتها أي عوامل سلبية أخرى
في مجال الأسرة أو المجتمع وما نحو ذلك.
لذلك أجد أن الأجدى في مواجهتها الإرشاد والعلاج العقلاني والسلوكي؛
لأن الأمر يبدو من وصفك أنه لم يتجاوز الضغط النفسي، وليس له
علاقة (بمرض نفسي).
المشكلة في تشخيص الأمراض النفسية لا تكمُن فقط في تعزيز شعور
المرض لدى الإنسان وحسب، بل في نتائج صرف الأدوية النفسية
وآثارها الخطيرة، فما ذكرتَه من أدوية - يا بُني - هي من تسبَّبت لك
في الأعراض الأخرى الحالية التي تُعاني منها،
ومنها: الهلاوس السمعية، والبصرية، والشمية.
ومن جهة أخرى فإن (صرف الدواء النفسي) نفسه يجب أن يكون بمقدار،
فلا يجب أن يُصرف إلا أشرطة منه؛ أي: بضع حبات، وليس العلبة كاملة
تجنُّبًا لأمور عديدة، منها: الخوف مِن تناولها للانتحار، كما أن أوقات
تناول هذه الأدوية لا بدَّ أن يكون ليلًا قبل النوم، تجنُّبًا للتأثيرات التي تُسبِّبها.
أجد أنك يا بُني قد وقعت ضحية أطباء يجعلون مِن صرف الدواء أسلوبًا
يُقنع مَن يراجعهم أنهم ذوو خبرة، دون أن يمنعهم خطر تناول تلك
الأدوية وآثارها الخطرة.
ولذلك فإني أنصحك بمُراجَعة مختصٍّ نفسي في سويسرا، كونك أشرتَ
إلى إقامتك فيها حاليًّا، لينظرَ في حالتك ويَنصحك بآليةِ قطع هذه الأدوية؛
حيث إن الامتناع عن تناولها بشكل مفاجئ يسبِّب أيضًا أضرارًا،
كما أتمنى منك أن تتحلَّى بالقوة والشَّجاعة لمواجهة هذه الأزمة،
وبالاقتناع أنك لست مريضًا نفسيًّا، وأن ما يَنتابك هو تأثير تلك الأدوية.
وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلح شأنك كله،
ويمنّ عليك بالعافية دومًا وينفع بك
وسنكون سعداء بسَماع أخبارك الطيبة
♦ ملخص السؤال:
شاب عنده مشكلة نفسيَّة من سبعة أعوام، تطوَّرت بعد ذهابه إلى
أكثر من طبيب نفسيٍّ، إلى أن صار عصبيًّا، ولديه هلاوس سمعية
وبصرية
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري (26) عامًا أقيم في (سويسرا)، بدأت مشكلتي منذ
سبع سنوات، وكنتُ حينها أشعر بضيق شديد، ومع ذلك أكملتُ ا
لدراسة والاستعداد للامتحانات، إلى أن جاء يوم وأحسستُ فجأة
بعصبية شديدة ورغبة في التقيُّؤ، وضبابية في الرؤية، واستمرَّت
هذه الأعراض حوالي ساعتَين واختفتْ وعادتْ بعد أسبوع،
وهكذا إلى أن أنهيتُ الامتحانات.
بعد الامتحانات ذهبت إلى طبيب باطنة، وشكوتُ له ما أعاني، فأكَّد لي
على ضرورة مراجَعة طبيب نفسي، ووصف لي (موتيفال)، إلا أنني
لم أستطع الذهاب إلى طبيب نفسي بحكم ظروفي إلا بعد عام!
أخبرني الطبيب النفسي أنني أعاني مِن اكتئاب، ووصف لي
(ليكساسير 20) ودواءً آخر، لكني لم أستفد مِن هذه الأدوية شيئًا،
وتغيرتْ حالتي مِن سيئٍ إلى أسوأ، وظلَّت تلك النوبات تُلاحقني،
حتى إني كنتُ أشعر أني غريب عن الدنيا.
بعد ذلك تركتُ هذا العلاج لعدم جَدواه، وذهبتُ إلى طبيب آخر بعد
محاولة انتحار فاشلة، وقرَّر لي هذا الطبيب تناول (زولوسير)
و(ديميترول) (أولان بريكسا) وأخيرًا (زولوسير200 ولوسترال)،
للأسف لم تتحسَّن حالتي، وما زلت أعاني من نفس الأعراض السابقة وأكثر،
وأصبحتُ مُنعزلًا عن الدنيا، فاقدًا للتركيز، عصبيًّا لأتفه الأسباب،
كثير الشرود حتى إني أشعر أني في عالم آخر، ولا أقدر على الاستنتاج،
ولا أستوعب شيئًا ممن يُحدِّثني.
إضافة إلى ما سبق فقد سمعت في الفترة الأخيرة صوتًا يناديني باسمي،
وصرت أشمُّ روائح غير موجودة، وصرت لا أنام إلا كل يومين، وفقدت الاهتمام بنفسي وبمَن حولي!
أصبحتُ جثة بلا روح، أتعجب مِن صوتي، ومن تصرُّفاتي، وتعجب
مني مَن حولي فقد فقدتُ عقلي، فماذا أفعل، وما هو تشخيص حالتي،
وهل مِن المُمكن أن أعافى؟ أو سأبقى على حالي؟
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا أن نرحِّب بك في قسم الاستشارات بشبكة الألوكة، سائلين
المولى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المُستشيرين.
يظهر جليًّا أن حالتك النفسية قد ازدادتْ سوءًا عند أول موقف تعرَّضت
له قبل سبع سنوات، وقد تكون الحالةُ والأعراض التي واجهتها في
تلك الفترة مرتبطةً بالضغط والتوتر الذي تسببه دراسة التوجيهي،
ثم القلق بسبب المعدَّل، ثم التخصُّص، وغير ذلك من العوامل التي تُسبِّب إرهاقًا
نفسيًّا كبيرًا على الطالب، ويَزيد من حدتها أي عوامل سلبية أخرى
في مجال الأسرة أو المجتمع وما نحو ذلك.
لذلك أجد أن الأجدى في مواجهتها الإرشاد والعلاج العقلاني والسلوكي؛
لأن الأمر يبدو من وصفك أنه لم يتجاوز الضغط النفسي، وليس له
علاقة (بمرض نفسي).
المشكلة في تشخيص الأمراض النفسية لا تكمُن فقط في تعزيز شعور
المرض لدى الإنسان وحسب، بل في نتائج صرف الأدوية النفسية
وآثارها الخطيرة، فما ذكرتَه من أدوية - يا بُني - هي من تسبَّبت لك
في الأعراض الأخرى الحالية التي تُعاني منها،
ومنها: الهلاوس السمعية، والبصرية، والشمية.
ومن جهة أخرى فإن (صرف الدواء النفسي) نفسه يجب أن يكون بمقدار،
فلا يجب أن يُصرف إلا أشرطة منه؛ أي: بضع حبات، وليس العلبة كاملة
تجنُّبًا لأمور عديدة، منها: الخوف مِن تناولها للانتحار، كما أن أوقات
تناول هذه الأدوية لا بدَّ أن يكون ليلًا قبل النوم، تجنُّبًا للتأثيرات التي تُسبِّبها.
أجد أنك يا بُني قد وقعت ضحية أطباء يجعلون مِن صرف الدواء أسلوبًا
يُقنع مَن يراجعهم أنهم ذوو خبرة، دون أن يمنعهم خطر تناول تلك
الأدوية وآثارها الخطرة.
ولذلك فإني أنصحك بمُراجَعة مختصٍّ نفسي في سويسرا، كونك أشرتَ
إلى إقامتك فيها حاليًّا، لينظرَ في حالتك ويَنصحك بآليةِ قطع هذه الأدوية؛
حيث إن الامتناع عن تناولها بشكل مفاجئ يسبِّب أيضًا أضرارًا،
كما أتمنى منك أن تتحلَّى بالقوة والشَّجاعة لمواجهة هذه الأزمة،
وبالاقتناع أنك لست مريضًا نفسيًّا، وأن ما يَنتابك هو تأثير تلك الأدوية.
وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلح شأنك كله،
ويمنّ عليك بالعافية دومًا وينفع بك
وسنكون سعداء بسَماع أخبارك الطيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق