السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ يُعاني من وساوس وهلاوس غير منطقيَّة، وتناوَل علاجًا مِن
تِلقاء نفسه، وعندما ذهَب إلى الطبيب أخبره بضرر العلاج الذي تناوَله!
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 18 عامًا، أُعاني منذ فترةٍ كبيرةٍ مِن اضطراباتٍ في
التفكير، وعدم الاستقرار النفسي، مع وجود كثير مِن الأفكار الضارة.
بدأ الموضوعُ بِوُجود بعض الأفكار المتعلِّقة بإصابتي بلثغة في الكلام،
فكنتُ أنطق الكلمة ثم يأتيني شكٌّ وقلق غير مبرر لأعيدَ نُطق الكلمات
عدة مرات، حتى وأنا أسير في الشارع.
كنتُ أتحدَّث مع نفسي، وأُعيد الكلام، وتطوَّر الموضوع فيما بعدُ ليشملَ
أشياء أكثر وأكبر؛ فقد تَدَخَّلَت الأفكار في كل شيء أُحبُّه ومتفوِّق فيه!
فأنا مثلًا متفوِّق في الرياضيات، لكن بدأتْ تأتيني وساوس الأفكار
في الرياضيات، وأسأل نفسي: ماذا تعني علامة (+)؟
وهكذا أسترسل حتى أتعب!
انْسَحَبَت الوساوس لتشملَ كلَّ ما تَقَع عليه عيني، وتَحَوَّلتْ حياتي إلى
جحيمٍ، حتى أكاد أُجنُّ مِن كثرة الهلاوس، مع قلة النوم وأحلام بكوابيس.
تناولتُ علاجًا نفسيًّا مِن نفسي، وذهبتُ إلى الطبيب؛ فأخبرني أنَّ الدواء
الذي تناولته خطرٌ على الصحة، ويُسَبِّب الشيخوخة المبكِّرة، وشخَّص
حالتي بالقلق، وغيَّر لي العلاج الذي أخذتُه.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم، شكرًا على ثقتك في شبكة الألوكة.
الحمدُ لله الذي تتم بنورِه الصالحات، وتنقضي بذِكْرِه الحاجات.
التشخيص: وسواس قهري.
هناك الكثيرُ مِن الناس الذين يُعانون مِن الوسواس القهري،
وهو عبارة عن: وجود أفكار تسلُّطية تَقتحم أفكار الإنسان، ولا يكون
له القدرة على مُقاومتها، مع العلم أنها أفكار سخيفة، لكن هناك
بعض الخطوات التي لا بد أن تقومَ بها لمقاومة تلك الأفكار.
• الخطوة الأولى:
أوقف الفكرة الوسواسية، ولا تسترسلْ في التفكير في الأفكار التي
تأتيك؛ لأنَّ الاستمرارَ فيها سيُؤدي إلى الشعور بالحزن والضيق،
بل عليك القيام بشيءٍ يَصرف تفكيرك؛
كالقيام مِن مكانك، أو الحديث مع أحد.
• الخطوة الثانية:
اعرف الفرق بين الأفكار الوسواسية والأفكار الحقيقية؛ كالأفكار
الخاصة بالأخطاء في الرياضيات، فعليك أن تُهمل تلك الأفكار،
وتعرف أنها أفكار خاطئة، وأن تكون أكثر ثقة بنفسك.
• الخطوة الثالثة:
أعِد التَّقييم؛ لأنَّ الإدراك العقلي للأفكار الوسواسية يَجعلك تُرَدِّد كلمة:
هذه الفكرة مجرد وسواس ، وكلما ألَحَّتْ عليك الفكرة يجب أن تُقاوِمَها
أكثر، مما سيُولِّد لديك قوةَ المراقبة الداخلية، والتي ستُكسبك القابليةَ
على معرفه ما هو حقيقي وما هو مرَضي.
• الخطوة الرابعة:
علاج الوسواس القهري يبدأ بِمَعرفته بأنه مرض نفسي، يَتَضَمَّن خَلَلًا
في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ، والعُقَد العصبية العميقة
التي تَتَحَكَّم في قدرة المرء على البَدء والتوقف عن الأفكار.
الأفكار الوسواسيَّة هي مجردُ إشارات زائفة تأتي مِن المخِّ، ولا تستطيع
أن تَتَحَكَّم فيه، والسلوك القهري هو: ردُّ الفعل لهذه الأفكار المُلِحَّة.
• الخطوة الخامسة:
واجه الأفكار الخاطئة والوسواسية بطريقة حازمة بألا تُصدِّقها، وأن
تُسَميها الأفكار المُتَطَفِّلة، قاوِمْها ولا تلتفتْ إليها.
• الخطوة السادسة:
يجب أن تلتزمَ بالصلاة في جماعة، وأن تُداوِمَ على أذكار الصباح
والمساء وقراءة القرآن.
• الخطوة السابعة:
قم بممارسة رياضة معينة في وقت فراغك.
• الخطوة الثامنة:
قم باستشارة طبيب نفسي.
والله هو الشافي والمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق