علمتني المسؤولية
- علمتني المسؤولية أن أكون صلبًا، قويًا، لا أضعف، ولا أستسلم
للآلام، والأحزان التي تسببها الصعاب، والعقبات التي أواجهها في حياتي،
والتي غالبا ما تؤثر سلبا على حالتي النفسية، والجسدية؛
ومن ثم تضعف قدرتي على تحمل تلك المسؤولية، الأمر الذي قد يتسبب
في تثبيط همتي، وضياع حقوق الآخرين.
- علمتني المسؤولية أن أحدًا لا يستطيع تحملها إلا إذا كان يعي معناها
جيدا، ولديه إرادة، وعزيمة قوية، وشعور عالٍ بالآخرين، وباحتياجاتهم،
ويعلم الآثار السلبية التي ستحدث حال تخليه عنها، أو إهماله،
وتقصيره فيها.
- علمتني المسؤولية أن ليس كل البشر يستطيعون الاستمرار في تحملها،
والصبر على ضغوطها، وأعبائها؛ لكونها ثقيلة، وتحتاج إلى همة عالية،
ومثابرة، وتعرض صاحبها إلى المساءلة والحساب سواء من الله
– عز وجل يوم القيامة، أو من الناس أنفسهم.
-علمتني المسؤولية أن التفريط فيها يؤدي إلى مشكلات، وأضرار عدة
بأناس أبرياء لا حول لهم، ولا قوة، ويهدد سلامة حاضرهم، ومستقبلهم
– خاصة لو كانوا فلذات الأكباد، أو اليتامى الذين لا عائل، ولا راعٍ لهم،
وبالتالي يكون المفرط، والمضيع لتلك الأمانة، والمسؤولية قد ظلم،
وأحزن من لا يقدرون على تحمل الظلم، والحزن،
وعليه سيُعاقَب جزاءً وفاقا.
علمتني المسؤولية أن من السهل على أي أحد أن يقبل تحملها – خاصة
في الأوقات الصعبة التي تكون فيها الحماسة عالية، والاندفاع، والتعاطف
شديدين؛ لكن من الصعب الاستمرار في تحملها، والصبر على أدائها
حتى النهاية.
فكم من أناس تحمسوا، واندفعوا وأعلنوا رغبتهم في تحمل المسؤولية
في أوقات معينة، وبعد مدة وجيزة ضعفوا، وأهملوا، وضيعوا الحقوق؛
فظلموا الآخرين، وظلموا أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق