بداية النجاح في أي علاقة، وبخاصة تلك العلاقات المتأزمة، أن
نضع أنفسنا مكان الآخرين، وأن نتلمس لهم الأعذار، ونقدر خلفيات
تصرفاتهم، فالغضب يشتعل عندما تحتل التفسيرات السيئة
عقولنا، بينما نهدأ ونبدأ في التفكير الإيجابي عندما نتلمس
عذرا للآخرين مهما كانت إساءاتهم، أو على الأقل نفهم دوافعهم.
ليس هناك إنسان سيء على الدوام، وحماتك ربما عانت الكثير وأصبحت
تتخبط ولا تدري كيف تكتسب مودتك، أو كيف تتعامل معك، وربما هي
ابنة ثقافة تخوف من حسن معاملة الكنة، وغالبًا هي تنزعج لبعد ابنها
عنها وفراغ حياتها منه، ثم إن البعض منهن قد يشعرن بالغيرة منك
وتخشى تفضيل ابنها لك عنها، فيسوقها إحباطها لمعركة خاسرة فاشلة.
ضعي نصب عينك هدف، أن تعيشي حياة سالمة تكسبين فيها أنت
وحماتك، ربما تصلين إلى أن تكوني كابنتها، وربما لا يحدث هذا لأسباب
عديدة، ولكن يكفي أن تكون العلاقة بينكما هادئة قليلة التوترات،
وألا يدخل زوجك في معركة بينكما، وإليك هذه النصائح:
1ـ بلا شك كل أم تحب ابنها وتتمنى سعادته وذلك يؤكد أنها تحمل قلبًا
طيبًا، ونظرا لأن ابنها اختارك شريكة لحياته فلا تجعليه يقف حائرا بين
طرفين هامين لديه، فاحذري أن تدفعيه إلى العقوق فتسوّد حياتكما،
وتذكري أن لا شيء يبرر العقوق أبدًا.
2ـ تجنبي الشكوى له من أمه، بل أسمعيه كل ما يبهجه ويسره ويقلل
من متاعبه، لا تتكلمي عنها بسوء أمامه أو أمام الغرباء
فيطمئن قلبها لك.
3ـ تعاملي معها بالحسنى وتقوى الله وبذل الخير ابتغاء وجه الله
{ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ }
وقد أوصانا ديننا الحنيف بحسن معاملة كبار السن،
فما بالك بمن سهرت وتعبت وقدمت الكثير ورزقك الله
منها الزوج والأطفال.
4ـعليك بدعاء الله أن يوفقك لتكوني سببا في إسعادها، وإدخال السرور
على قلبها، وإشعارها أنها لم تفقد ابنها بل اكتسبت ابنة لها، وأن حياتها
أنارت بوجود أحفادها، وتأكدي أن ذلك سيكون مفتاح من مفاتيح
سعادتك الزوجية.
5ـ احرصي على زيارتها وتفقد أحوالها، وداومي على الاتصال بها
للاطمئنان عليها، وإذا طلبت مساعدتك فقابلي طلبها بترحاب وساعديها
في ترتيب وتنظيف بيتها فهذا يقربك منها.
6ـ إن أقامت معك فاعتبريها بمثابة أمك، وأشعريها أنك تتعلمين منها،
وعبري عن تقديرك لما تساعدك به، وإياك من لومها أو الاستخفاف
بقدرها أو الشكوى منها.
7ـ قابليها بابتسامة صادقة؛ فالابتسامة لها مفعول السحر في إذابة جليد
العلاقات المتوترة، وانتبهي لمقومات فن اكتساب الآخرين والتي من
أهمها: نبل الشخصية، وحسن الخلق، وكلما كان إيمانك صادقا عميقا،
ونيتك طيبة سهل الله عليك أمرك.
8ـ ليكن كلامك معها بعبارت ودية وعدم انفعال وهدوء، وحاولي ان تكون
بينكما محادثات جيدة، وليكن تعليقك على كلامها تعليقًا لطيفًا إيجابيًا،
واعلمي أنها كلما اطمأنت لك كلما استطعت تفهم خوفها وقلقها،
واستخدمي المزاح وروح الدعابة إن أردت الانتقاد أو توصيل مشاعرك
وفكرك حول شيء أثارته دون أن تفقدي أعصابك ودون إيذاء.
9ـ حاولي مشاركتها أحيانًا في بعض هواياتها أو هواياتك، فمن الممكن أن
تمارسي معها المشي لتجدد نشاطها، أو دعوتها لنزهة تتناسب مع سنها
وصحتها، وخصصي لها ولو ساعة أسبوعيا ل تلاوة القرآن الكريم
وتدبره، فما أجمل أن تجتمعا على طاعة الله ومحبته.
10ـ اتركي لها مساحة مع ابنها، واحترمي خصوصية العلاقة بينهما،
ولا تصري على معرفة مادار بينهما، ولا الحوم حول زوجك ليخبرك بما
حدث، وتذكري أنها ستبقى أهم شخص في حياته مهما كانت مشاعرك
تجاهها، فلا تغاري من محبتمهما، فهي تختلف عن محبته لك.
12ـ لا تنتقدي زوجك أمامها أبدا؛ فذلك سيشعرها برفضك وكرهك لها،
ويجعلها دفاعية أمامك، ويفتح أبواب الشجار والخلاف بينكما،
بل اشكريها على حسن تربيتها لابنها.
13ـ تحلي بالصمت أمام انتقاداتها وتعليقاتها السلبية عليك فهذا من حسن
الأدب والتربية، ولا يغرنك الشيطان بادعاء أن ذلك ضعف منك وقلة حيلة،
ولا يمنع هذا من أن تضعي الحدود لنفسك، ولكن لا تنساقي للرد غير
المهذب، يمكنك الابتعاد، أو التعبير بهدوء عن أن هذه التعليقات غير
مناسبة، لكن احذري من الغضب الذي يجعلك تقولين وتفعلين ما لا يليق،
وأحيانا يكون البرود والهدوء واللامبالاة أفضل رد على هذه التعليقات.
14ـ لا تجعليها تراك في مزاج سيء غاضبة أو محبطة، فتجد ذلك ذريعة
للتحدث عنك أمام أفراد العائلة.
15ـ احرصي على أن تغرسي في نفوس أطفالك محبة جدتهم وتوقيرها،
والإسراع لمساعدتها إذا احتاجت شيء، وتقديم الهدايا اللطيفة لها،
ولا تفرغي ضيقك منها أمامهم فيقطعون رحمها إذا كبروا.
16ـ تخيري شخص من عائلة زوجك يكون قريبا منك ومتفهما لك كخالته
أوعمته يكون مساندا لك عندما تتوتر الأمور بينك وبين حماتك،
وينجح في تهدئة الأوضاع.
17ـ أشعري زوجك بأنك تحاولين الحصول إلى علاقة طيبة مع والدته،
وعبري له عن حبك وتقديرك لها، ولكن إذا تأزمت الأمور بينك وبينها
فأخبريه أنك لا تريدين إزعاجها، وتفضلي الابتعاد لفترة حتى يحل السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق