المكملات الغذائية وإبر العضلات
السؤال
♦ الملخص:
امرأة زوجها يستعمل إبر العضلات لكي يكون جسمه رياضيًّا، وهي
ترفض فعله، وتعتبره مثل الإدمان، ولا تعرف كيف تتصرف معه.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوِّجة من عامين، زوجي رجل محبٌّ للرياضة؛
لذا فهو يذهب إلى النادي بشكل دوريٍّ ليُمارس الرياضة.
أخو زوجي يُمارس الرياضة أيضًا وفي الآونة الأخيرة طلب منه المدرب
الخاص استعمال المكملات الغذائية والإبر الهرمونيَّة، حتى أصبح
جسمه - بحسب ما يقول زوجي - مقسَّمًا مرتَّبًا، مما جعَل زوجي يتأثَّر
بذلك وينضمُّ لنفس المدرب ليعمل له جدولًا خاصًّا فيما يتعلَّق بالتمارين
والنظام الغذائي، فلما ذكَّرته بأن أخاه استعمل الإبر من أجل الوصول
إلى ما هو فيه، أخبرني أنه لن يلجأ لمثل هذه الطرُق، بل سيكتفي
بالمكمِّلات الغذائية، ولكنه سيأخذها عن طريق الإبر لسرعة مفعولها،
لكنني تفاجأت بعد ذلك بأنه أحضر الإبر.
المشكلة أن زوجي يعلم نظرتي للشباب الذين يتعاطون هذه الإبر،
وأنهم في نظري كمن يدخن السجائر أو يتعاطى المحرَّمات!
لما تكلَّمت معه أخبرني أن هذه حياته الشخصيَّة ولا دخل لي بها، واختار
أن يُكمِّلها بدل أن يَستغني عنها لضررها أولًا ثم تلبيةً لرغبتي، وقال
لي بصريح العبارة: إن كنتِ لا ترغَبين فأنا أترك لك حرية الاختيار،
أما أنا فلن أتراجع عن فعلتي هذه .
للأسف لا أستطيع تقبُّل مثل هذه الأمور، وكنتُ أتوقع منه أن يتخلى
عنها مقابل رضاي، كما أفعل أنا حين يطلب مني أمرًا ما،
أفكِّر في تركه تركًا باتًّا؛ لأنه هو مَن فضَّل أمرًا تافهًا ضارًّا على
وجودي في حياته، وأنَّني فعلًا لن أتمكَّن من القيام بواجباتي
تجاهه طالما ظلَّ على هذا الحال، وأريد نصيحتكم في كيفية التصرف معه؛
لما لذلك الأمر من تأثير بالغ على نفسيَّتي وحياتنا الزوجية.
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
أيتها الكريمة، حياكِ الله.
رغم خطورة ما يفعل زوجك وضررِه البالغ، لكن يَجدر لفت انتباهك
الكريم لأمر أكثر أهمية مما تَشكين في رسالتكِ؛ فبدا لي في معرض
حديثكِ كرهكِ لما يفعل زوجكِ وأنكِ شبهتِه بالتدخين
أو الإدمان، ولكن تبيَّن لي فيما بعد
أن النية تغيَّرت وصارت عزة النفس أو الكرامة سيدة الموقف،
وهنا ستنقلب الموازين، وسيُسيطر الثأر للنفس على الخوف
عليه من المُحرَّم أو الضار بجسده؛ أفكر في تركه تركًا باتًّا لأنه
هو من فضَّل أمرًا تافهًا على وجودي في حياته ،
وحينها لن تَحرصي على انتشاله من أمر تخشين معه ضياع زوجكِ
وفقْد حياتكِ الزوجية، فأقول لكِ: إن كانت لديكِ بقايا مشاعر طيبة
تجاه زوجكِ وأردتِ بالفعل مساعدته فعليكِ أن تتفهَّمي موقفه،
وتُذكِّري نفسكِ بأنه من أول الآثار التي تخافين عليه
منها تغيُّر المزاج والحِدة في التعامل والتذبذب النفسي.
يَحرص كل شاب على أن يظهر بالمظهَر الجميل، وأن يتحلى
بالعضلات المفتولة، وأن يبقى في عين نفسه ومَن حوله رجلًا فتيًّا قويًّا،
تمامًا كما تحرص الفتاة على أن تتجلَّى فيها صفات الأنوثة؛
من جمال الشَّعر والملامح والقوام والأناقة في الملبس،
وليس كما تظن الزوجة أن جُلَّ ما يهمُّ الرجل أن يكون
جميلًا ومقبولًا في نظرها فقط!
لا يُنكر من يعلم كيف يعمل هرمون النمو "GH" ضرره البالغ في نسبة
غير قليلة لدى من يَحرصون على تعاطيه عن طريق الإبر،
وأن أعراضه الجانبيَّة السيئة تفوق فوائده التي تتجلى في المظهر
دون الجوهر؛ فالتغيُّر النفسي وتقلبات المزاج، وارتخاء العضلات
وترهلها بعد فترة من التوقُّف، وتغيُّر مستوى السكر في الدم،
وألم المفاصل، واحتباس السوائل، وتضخُّم الثدي،
وبعض أنواع السرطانات، من أشهر أعراضه الجانبية.
ولن يعجز أن يرى بجهد يَسير من البحث عن أسماء بعض الشباب
المشهورين أعدادًا من الذين راحوا ضحية جرعات زائدة من ذلك
الهرمون، ودفعوا حياتهم ثمنًا غاليًا.
بإمكانكِ أن تفتحي معه حوارًا وديًّا تُظهرين فيه الحرص عليه
والحب له، وتتناقشين فيه حول الأمر من الناحية الدينية والدنيوية،
وتبحثان معًا أبعاده دون التشدُّد بالرأي، والتعنُّت في وجهة نظركِ،
أو التمسُّك بأي خلافات من الطبيعي أن تَحدث حين نُناقش قضايا حديثة
لم تتَّضح معالمها بالدرجة الكافية لتكوين رأي طبي أو علميٍّ
واضح وصريح، ولكن الله شرع لنا الكثير من السبل البديلة؛
كالسير على نظام غذائي صحيٍّ من تناول البروتينات والفيتامينات
والأملاح المعدنية، والتقليل من الدهون والنشويات والسكريات
الكربوهيدرات، ولا أفضل من الرياضة السليمة لكسب تلك العضلات
التي يحلم بها، ورغم أن الطريق سيكون أطول في حالة تجنُّب الهرمون
والاكتفاء بالرياضة والغذاء، إلا أنه لا يشكُّ أحد في
أنه آمَن وليس من تغيير خلق الله.
لا أنصحكِ أبدًا بالتمسُّك بطلب الطلاق، إلا أن تعجزي عن إيجاد
طريق مُشترك بينكما يُمكنكما من السير في
الحياة رغم الاختلافات، ولا أعتقِدُ أن
ما يمرُّ به زوجكِ يصل بكما إلى ذلك الطريق المسدود الذي
ترينه ويُزيِّنه الشيطان في عينيكِ لهدم بيتكما.
امنَحيه الثقة، وأشعريه بالاهتمام والمحبَّة، واصبري على هفوات
تُصيب كلَّ الناس في فترة من حياتهم.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق