صديقتي والحسد
السؤال
السلام عليكم.
أستشيركم في حالةٍ أتْعَبتني، وحاوَلت تغييرَها، ولكن فَشِلْتُ.
لي صديقة نسأل عن أحوال بعضنا بالهاتف، وليس باستمرار؛
فأنا لَدَي أموري المنزليَّة وهي كذلك، وهي شخصيَّة طيِّبة وسَخيَّة،
وكريمة وملتزمة، ولكن المشكلة أني اكْتَشفتُ - بعد أن أصبحت
أُمًّا لطفلين، مع كثرة مُكالمتنا للسؤال عن صحة الأولاد - أنها تَحسُد فلانة؛
لأن زوجها اشتَرى بيتًا، وتَحسد الأخرى؛ لأنها حَمَلت بعد إنجابها
الطفلَ الأوَّل، وتَحسُد الأخرى؛ لأنها تُسافر إلى أهلها،
ووالله إذا قلتُ بصدقٍ: إني مريضة، تقول: أنا أيضًا مريضة؛
خوفًا على نفسها، حتى في حَمْلها الثاني كانت تَلْبس فستانين؛
لتُخفي شَكْلَ بطنها وحَجْمها، وشعرتُ - لكن تَجاهَلْت -
أنني إذا قاطَعْتُها فسيكون هذا إثمًا أُحاسَب عليه عند ربي.
والآن ماذا يجب عليّ أن أفعَلَه؛ حتى أُغَيِّر خِصالها وقد ذكَرْتُ لها أن
تقسيمَ الأرزاق والأولاد بيد الله، وعلينا الشكر والصبر في كلِّ حالٍ.
الجواب
أهلاً بكِ عزيزتي في الألوكة.
هذه الصديقة على الرغم من صفاتها الكريمة التي ذكرتِها،
فإنَّ صفة الحسد التي بها جعَلتْنا ننسى كلَّ الصفات الجيِّدة الأخرى؛
لأنَّ الحسد أمْرٌ مَكْروه ومَذموم، والشخص الحسود شخصٌ لا يحبُّ
الخير للناس، ولا يحبُّ رؤيتهم سعداء؛ لأنه لو كان كذلك،
لَمَا حسَدهم وتمنَّى زوال النعمة منهم، بل غَبَطهم،
وتمنَّى من الله مِثْلَ ما أنعَم به عليهم.
يقول بعض الحُكماء:
لا يَخلو جسدٌ من حسدٍ، فالكريم يُخفيه واللئيم يُبديه،
وهذه الصديقة يا عزيزتي ابْتَلاها الله بهذا المرض، لكنَّها لَم تُخفه،
بل أبْدَتْه وتحدَّثت به مع غيرها من صديقاتها، وأنتِ حاولتِ
جُهْدكِ أن تشرحي لها أنَّ الأرزاق والأقدار مُقَسَّمة بيد الله – سبحانه -
وأنه - سبحانه - عدلٌ كريم، قسَّم الأرزاق بين عباده بالحقِّ، ولكنَّها لَم تَستمع، ولَم تَعِ.
وأنتِ ليس بيدكِ شيء تُجاهها، ولن تستطيعي أن تغيِّري طباعها وصفاتها،
إن لَم تتغيَّر هي، فالله - سبحانه وتعالى - يقول:
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]،
فلا تشغلي نفسَكِ بها، وادْعِي لها دائمًا بأن يَهديَها الله، ويُنقِّي قلبَها
من هذه الخَصلة، واسألي الله أن يَحفظَ قلبَك، ويُنَقِّي سَريرتَكِ.
وإن خِفْفتِ علاقتكِ بها، واقْتَصَرت على مكالمات مُتباعدة تَطمئنَّان
فيها على أحوال بعضكما في وقت قصيرٍ لا يتجاوز الدقائق المعدودة،
فهذه ليستْ بقطيعة، وبإذن الله لستِ آثمةً؛ لأنَّك لا تريدين أن تتأثَّري بها،
أو بما تقوله عن الآخرين، وفي الوقت ذاته تكونين قد أبْقَيتِ على
العلاقة الأخويَّة بينكما، وحافظتِ على قلبكِ وسَمْعكِ مما يؤذيه ويَضرُّه.
وادْعي الله كثيرًا واسأليه أن يَحفظ قلبَكِ ويُطَهِّره ويُنَقِّيه من الشوائب،
وأن يُنَقِّي قلب صديقتك ويَرزقها الهداية والصلاح.
وفَّقكِ الله عزيزتي، ورَزَقكِ الحِكمة والسعادة.
السؤال
السلام عليكم.
أستشيركم في حالةٍ أتْعَبتني، وحاوَلت تغييرَها، ولكن فَشِلْتُ.
لي صديقة نسأل عن أحوال بعضنا بالهاتف، وليس باستمرار؛
فأنا لَدَي أموري المنزليَّة وهي كذلك، وهي شخصيَّة طيِّبة وسَخيَّة،
وكريمة وملتزمة، ولكن المشكلة أني اكْتَشفتُ - بعد أن أصبحت
أُمًّا لطفلين، مع كثرة مُكالمتنا للسؤال عن صحة الأولاد - أنها تَحسُد فلانة؛
لأن زوجها اشتَرى بيتًا، وتَحسد الأخرى؛ لأنها حَمَلت بعد إنجابها
الطفلَ الأوَّل، وتَحسُد الأخرى؛ لأنها تُسافر إلى أهلها،
ووالله إذا قلتُ بصدقٍ: إني مريضة، تقول: أنا أيضًا مريضة؛
خوفًا على نفسها، حتى في حَمْلها الثاني كانت تَلْبس فستانين؛
لتُخفي شَكْلَ بطنها وحَجْمها، وشعرتُ - لكن تَجاهَلْت -
أنني إذا قاطَعْتُها فسيكون هذا إثمًا أُحاسَب عليه عند ربي.
والآن ماذا يجب عليّ أن أفعَلَه؛ حتى أُغَيِّر خِصالها وقد ذكَرْتُ لها أن
تقسيمَ الأرزاق والأولاد بيد الله، وعلينا الشكر والصبر في كلِّ حالٍ.
الجواب
أهلاً بكِ عزيزتي في الألوكة.
هذه الصديقة على الرغم من صفاتها الكريمة التي ذكرتِها،
فإنَّ صفة الحسد التي بها جعَلتْنا ننسى كلَّ الصفات الجيِّدة الأخرى؛
لأنَّ الحسد أمْرٌ مَكْروه ومَذموم، والشخص الحسود شخصٌ لا يحبُّ
الخير للناس، ولا يحبُّ رؤيتهم سعداء؛ لأنه لو كان كذلك،
لَمَا حسَدهم وتمنَّى زوال النعمة منهم، بل غَبَطهم،
وتمنَّى من الله مِثْلَ ما أنعَم به عليهم.
يقول بعض الحُكماء:
لا يَخلو جسدٌ من حسدٍ، فالكريم يُخفيه واللئيم يُبديه،
وهذه الصديقة يا عزيزتي ابْتَلاها الله بهذا المرض، لكنَّها لَم تُخفه،
بل أبْدَتْه وتحدَّثت به مع غيرها من صديقاتها، وأنتِ حاولتِ
جُهْدكِ أن تشرحي لها أنَّ الأرزاق والأقدار مُقَسَّمة بيد الله – سبحانه -
وأنه - سبحانه - عدلٌ كريم، قسَّم الأرزاق بين عباده بالحقِّ، ولكنَّها لَم تَستمع، ولَم تَعِ.
وأنتِ ليس بيدكِ شيء تُجاهها، ولن تستطيعي أن تغيِّري طباعها وصفاتها،
إن لَم تتغيَّر هي، فالله - سبحانه وتعالى - يقول:
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }
[الرعد: 11]،
فلا تشغلي نفسَكِ بها، وادْعِي لها دائمًا بأن يَهديَها الله، ويُنقِّي قلبَها
من هذه الخَصلة، واسألي الله أن يَحفظَ قلبَك، ويُنَقِّي سَريرتَكِ.
وإن خِفْفتِ علاقتكِ بها، واقْتَصَرت على مكالمات مُتباعدة تَطمئنَّان
فيها على أحوال بعضكما في وقت قصيرٍ لا يتجاوز الدقائق المعدودة،
فهذه ليستْ بقطيعة، وبإذن الله لستِ آثمةً؛ لأنَّك لا تريدين أن تتأثَّري بها،
أو بما تقوله عن الآخرين، وفي الوقت ذاته تكونين قد أبْقَيتِ على
العلاقة الأخويَّة بينكما، وحافظتِ على قلبكِ وسَمْعكِ مما يؤذيه ويَضرُّه.
وادْعي الله كثيرًا واسأليه أن يَحفظ قلبَكِ ويُطَهِّره ويُنَقِّيه من الشوائب،
وأن يُنَقِّي قلب صديقتك ويَرزقها الهداية والصلاح.
وفَّقكِ الله عزيزتي، ورَزَقكِ الحِكمة والسعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق