ظاهرة التنمر في المدارس... (4)
خطورتها وضرورة مواجهتها
- الخلل التربوي في بعض الأسر
تنشغل بعض الأسر عن متابعة أبنائها سلوكيا وتعتبر أن مقياس أدائها
لوظيفتها تجاه أبنائها هو تلبية احتياجاتهم المادية من مسكن وملبس
ومأكل وأن يدخلوهم أفضل المدارس ويعينوهم في مجال الدراسة
والتفوق ويلبون حاجاتهم من المال أو النزهة وغيره من المتطلبات المادية فقط ,
ويتناسون أن الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب هو
المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة وتربيتهم التربية الحسنة ,
وقد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو انشغالهما معا عن أبنائهما
مع إلقاء التبعة على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت .
وربما قد نجد سببا لانحراف الابن أو تشوهه نفسيا نتيجة الخطأ التربوي
الواقع من أبويه , لكن ما ذنب الطفل - المعتدى عليه بذلك السلوك المتنمر
البشع - الذي يدفع ثمن خطأ تربوي وقعت فيه أسرة غير أسرته عندما
أخرجت نموذجا مشوها للمجتمع ليتعدى خطره وضرره لكثيرين لا ذنب
لهم ولا لأسرهم ؟
- انتشار قنوات المصارعة الحرة العنيفة
لوحظ في الفترة المؤخرة تزايد كبير جدا في قنوات المصارعة الحرة
العنيفة جدا التي تستخدم فيها كل الوسائل الغير عادية في الصراع ,
والتي غالبا ما تنتهي بسيلان دماء أحد المتصارعين أو كليهما في منظر
شديد التخلف والعدوانية لتعيد إلى الأذهان مناظر حلبات الصراع التي
كانت تقام في المسارح الرومانية في العصور الوسطى التي كانت تنتهي
دائما بمقتل أحد المتصارعين من العبيد كوسيلة من وسائل الترفيه البربرية
وتقديمهم كطقوس دموية متوحشة لتسبب سعادة مقيتة لهؤلاء المتابعين .
والغريب أن جمهورا كبيرا من المتابعين لهذه القنوات من الفتيات في
ملاحظة غريبة حول هذه الرياضة التي ظلت فترة كبيرة هواية خاصة
من هوايات الشبان لا الشابات , مما أثر كثيرا على السلوك العام للفتيات
المتابعات والذي أدى لظهور ظاهرة سميت بالبويات ,
وهن الفتيات المتشبهات بالرجال في سلوكهن وتعاملهن وبالتالي
تكونت بذرة لنمو التنمر داخل الأوساط الطلابية للفتيات في المدارس
- العنف الأسري والمجتمعي
يُطبع كل إنسان وخاصة في مطلع حياته على ما شاهده من تصرفات
داخل بيئته الصغيرة كالأسرة والأهل وكذلك على ما يشاهده يوميا من
تصرفات مجتمعية , فمن شاهد أفعالا أو ردود أفعال تتسم بالعنف بين والديه ,
أو من عاش بنفسه عنفا يمارسه أحد أفراد الأسرة عليه هو شخصيا أو
على أي أحد من المتعاملين مع الأسرة كالخدم والمربيات والسائقين ,
أو من شاهد عنفا مجتمعيا وخاصة في البلاد التي ضعفت فيها القبضة
الأمنية نتيجة الثورات وغيرها فانتشرت البلطجة كوسيلة مضمونة
لنيل الحقوق أو للاعتداء على الحقوق دون خشية عقاب رادع أو
محاسبة فاعلة , فلابد عليه أن يتأثر بما شاهده , وربما يمارسه فعليا
إذا سنحت له الفرصة لذلك , وهكذا يجني المجتمع
على أبنائه , وأيضا هكذا يساهم الأبوان
في إفساد سلوك أبنائهما بدفعهم بصورة عملية في اتباع ذات النهج
الذي شاهدوه , وهكذا تجني أسر على أبناء اسر غيرها لا خطا لهم ولا ذنب
سوى أن الله لم يمنحهم السطوة العائلية أو الإمكانيات المادية أو لم
يمنح أبناءهم القوة البدنية التي يدافعون بها عن أنفسهم في مواجهة ذلك التنمر ,
أو ربما رباهم آباؤهم على معان سامية مثل كراهية الظلم والظالمين عند القدرة عليه .
لابد على الأهل أن يراجعوا أنفسهم جيدا وأن ينتبهوا لأبنائهم
ولسلوكياتهم في المدارس أو النوادي وفي كل التجمعات حتى لا يمارس
أبناؤهم ذلك السبيل المشين , وكذلك يجب على المربين في المدارس
أن يرصدوا تلك الظاهرة ويتابعوها متابعة فعالة وواقعية وصحيحة وواعية
حتى يمكنهم اتخاذ الحلول لها في الجانبين , جانب المعتدي وجانب المعتدى عليه .
وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل
عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي
أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم
أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل ,
فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم والاستفسار منهم حول أسباب
ذلك باللطف واللين حتى يتبينوا حقيقة تلك الأسباب , فقد يكون
أبناؤهم قد تعرضوا للقمع المدرسي أو التنمر من قبل أقرانهم ,
والأهل غافلون لا يشعرون بذلك , بل قد يهاجم الأهل أبناءهم
الضحايا ويتهمونهم بأنهم لا يقومون بواجباتهم الدراسية أو أنهم
مدللون لا يتحملون المسئولية , فتكون الآلام مضاعفة على أبنائهم ,
فيجب عليهم القيام بواجباتهم ولا يُقصِرون متابعة أبنائهم دراسيا فقط
على السؤال عن درجاتهم في الامتحانات السنوية أو الدورية .
يحيى البوليني
خطورتها وضرورة مواجهتها
- الخلل التربوي في بعض الأسر
تنشغل بعض الأسر عن متابعة أبنائها سلوكيا وتعتبر أن مقياس أدائها
لوظيفتها تجاه أبنائها هو تلبية احتياجاتهم المادية من مسكن وملبس
ومأكل وأن يدخلوهم أفضل المدارس ويعينوهم في مجال الدراسة
والتفوق ويلبون حاجاتهم من المال أو النزهة وغيره من المتطلبات المادية فقط ,
ويتناسون أن الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب هو
المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة وتربيتهم التربية الحسنة ,
وقد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو انشغالهما معا عن أبنائهما
مع إلقاء التبعة على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت .
وربما قد نجد سببا لانحراف الابن أو تشوهه نفسيا نتيجة الخطأ التربوي
الواقع من أبويه , لكن ما ذنب الطفل - المعتدى عليه بذلك السلوك المتنمر
البشع - الذي يدفع ثمن خطأ تربوي وقعت فيه أسرة غير أسرته عندما
أخرجت نموذجا مشوها للمجتمع ليتعدى خطره وضرره لكثيرين لا ذنب
لهم ولا لأسرهم ؟
- انتشار قنوات المصارعة الحرة العنيفة
لوحظ في الفترة المؤخرة تزايد كبير جدا في قنوات المصارعة الحرة
العنيفة جدا التي تستخدم فيها كل الوسائل الغير عادية في الصراع ,
والتي غالبا ما تنتهي بسيلان دماء أحد المتصارعين أو كليهما في منظر
شديد التخلف والعدوانية لتعيد إلى الأذهان مناظر حلبات الصراع التي
كانت تقام في المسارح الرومانية في العصور الوسطى التي كانت تنتهي
دائما بمقتل أحد المتصارعين من العبيد كوسيلة من وسائل الترفيه البربرية
وتقديمهم كطقوس دموية متوحشة لتسبب سعادة مقيتة لهؤلاء المتابعين .
والغريب أن جمهورا كبيرا من المتابعين لهذه القنوات من الفتيات في
ملاحظة غريبة حول هذه الرياضة التي ظلت فترة كبيرة هواية خاصة
من هوايات الشبان لا الشابات , مما أثر كثيرا على السلوك العام للفتيات
المتابعات والذي أدى لظهور ظاهرة سميت بالبويات ,
وهن الفتيات المتشبهات بالرجال في سلوكهن وتعاملهن وبالتالي
تكونت بذرة لنمو التنمر داخل الأوساط الطلابية للفتيات في المدارس
- العنف الأسري والمجتمعي
يُطبع كل إنسان وخاصة في مطلع حياته على ما شاهده من تصرفات
داخل بيئته الصغيرة كالأسرة والأهل وكذلك على ما يشاهده يوميا من
تصرفات مجتمعية , فمن شاهد أفعالا أو ردود أفعال تتسم بالعنف بين والديه ,
أو من عاش بنفسه عنفا يمارسه أحد أفراد الأسرة عليه هو شخصيا أو
على أي أحد من المتعاملين مع الأسرة كالخدم والمربيات والسائقين ,
أو من شاهد عنفا مجتمعيا وخاصة في البلاد التي ضعفت فيها القبضة
الأمنية نتيجة الثورات وغيرها فانتشرت البلطجة كوسيلة مضمونة
لنيل الحقوق أو للاعتداء على الحقوق دون خشية عقاب رادع أو
محاسبة فاعلة , فلابد عليه أن يتأثر بما شاهده , وربما يمارسه فعليا
إذا سنحت له الفرصة لذلك , وهكذا يجني المجتمع
على أبنائه , وأيضا هكذا يساهم الأبوان
في إفساد سلوك أبنائهما بدفعهم بصورة عملية في اتباع ذات النهج
الذي شاهدوه , وهكذا تجني أسر على أبناء اسر غيرها لا خطا لهم ولا ذنب
سوى أن الله لم يمنحهم السطوة العائلية أو الإمكانيات المادية أو لم
يمنح أبناءهم القوة البدنية التي يدافعون بها عن أنفسهم في مواجهة ذلك التنمر ,
أو ربما رباهم آباؤهم على معان سامية مثل كراهية الظلم والظالمين عند القدرة عليه .
لابد على الأهل أن يراجعوا أنفسهم جيدا وأن ينتبهوا لأبنائهم
ولسلوكياتهم في المدارس أو النوادي وفي كل التجمعات حتى لا يمارس
أبناؤهم ذلك السبيل المشين , وكذلك يجب على المربين في المدارس
أن يرصدوا تلك الظاهرة ويتابعوها متابعة فعالة وواقعية وصحيحة وواعية
حتى يمكنهم اتخاذ الحلول لها في الجانبين , جانب المعتدي وجانب المعتدى عليه .
وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل
عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي
أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم
أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل ,
فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم والاستفسار منهم حول أسباب
ذلك باللطف واللين حتى يتبينوا حقيقة تلك الأسباب , فقد يكون
أبناؤهم قد تعرضوا للقمع المدرسي أو التنمر من قبل أقرانهم ,
والأهل غافلون لا يشعرون بذلك , بل قد يهاجم الأهل أبناءهم
الضحايا ويتهمونهم بأنهم لا يقومون بواجباتهم الدراسية أو أنهم
مدللون لا يتحملون المسئولية , فتكون الآلام مضاعفة على أبنائهم ,
فيجب عليهم القيام بواجباتهم ولا يُقصِرون متابعة أبنائهم دراسيا فقط
على السؤال عن درجاتهم في الامتحانات السنوية أو الدورية .
يحيى البوليني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق