الشعور بالقلق والضيق (1)
والرغبة في البعد عن الناس
أ. عائشة الحكمي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بالقلق والعصبية طوالَ اليوم، وأحيانًا لأسباب تافهة، أريد التحدُّث
عمَّا بداخلي لكن لا أستطيع، أو لا أرغب بمعنى أدقّ، أنا فتاة طموح جدًّا؛
ولكن الظروف لم تسمح لي بتحقيق ما أريد، أشعر أحيانًا بالضيق الشديد،
وأريد البُعد إلى آخر مكان، أشعر أني مسؤولة عن كلِّ شيء، أشيروا عليَّ؛ أريد أن أرتاح.
الجواب
أختي العزيزة, حياكِ الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياتُنا الدنيا أشبهُ ما تكون ببحرٍ لُجيٍّ متلاطم الأمواج، وأقدارُنا فيها
كالرياح، وآمالنا وطموحاتنا كالسُّفن الجارية، إن يشأ الله أسكن هذه
الرياحَ فتظل تلك السفن رواكدَ فوق البحر، أو شاء سخَّر
هذه الرياحَ لدفْع تلك السفن إلى مقاصدها.
وسواء سكنتْ تلك الرياحُ أم جرَتْ، فمن واجبنا دائمًا وأبدًا الرضا بالقضاء
والقدر، وعدم التسخط أو اليأس أو الاستسلام للخيبة والإحباط والألم؛
بل الأخْذ بالأسباب، والتوكُّل على الله حقَّ توكله.
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ
شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
[البقرة: 216].
شعوركِ يا عزيزتي بـ"القلق"، و"العصبية"، و"الضيق الشديد" ليست
إلا علاماتٍ ومؤشرات سلبيةً على الشعور بالإحباط Frustration؛
جراء عدم تحقيقكِ لتلك الطموحات.
التعامل مع الإحباط:
هناك طريقانِ أساسيان للتغلُّب على الإحباط بطريقة بنّاءة: إما إقصاءه إلى
الخارج بطريقةٍ نافعة، أو صرف الانتباه عنه لفترةٍ معينة.
أولاً: إقصاء الإحباط إلى الخارج:
ويتم ذلك بممارسة التمارين الرياضية التي تستنْزف الطاقات السلبية؛
كالجري، والسباحة، وكرة المضرب، ونحوها من الرياضات المجهدة
والمفيدة في آنٍ واحد لصحة القلب والجسد، والنفس والعقل.
كذلك يمكن التنفيسُ عن الإحباط من خلال الكتابة والتدوين، والتعبير
عن المشاعر والانفعالات، سواء تمَّ ذلك بالكتابة على الورق،
أو الكتابة على مستند وورد Word.
كما يمكنكِ الحديثُ إلى صديقة حميمة تثقين فيها؛
لتشارككِ وجدانيًّا كلَّ آلامكِ وخيبات أملكِ.
يتبع غداً إن شاء الله / منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق