الأصحاب في القرآن (1)
تأليف أبو إسلام أحمد بن علي
الأصحاب في القرآن
1- النبي صلى الله عليه و سلم - صاحب قريش
2- أعظم صحبة في التاريخ
1- النبي صلى الله عليه و سلم - صاحب قريش
- يقول الله تعالى في القرآن الكريم أن محمد صلى الله عليه وسلم
هو صاحب من بعث فيهم وهم قريش , أي هو الناصح المبين لهم
النذير لقريش من عقاب الله تعالى إن هم لم يتدبروا آيات الله تعالى
بعقولهم ولم يؤمنوا بالله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ولا ولد .
قال الله تعالى :
{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
الأعراف184
قال الله تعالى :
{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا
بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }
سبأ46
قال الله تعالى :
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }
النجم2
قال الله تعالى :
{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ }
التكوير22
2- أعظم صحبة في التاريخ
- إنها لأعظم صحبة في التاريخ بأكمله وإلى أن تقوم الساعة,
ألا وهي صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه
عند هجرته من بلده مكة المكرمة إلى يثرب أو المدينة المنورة ,
هذه الصحبة كانت بداية لبزوغ نور الإسلام في العالم .
- حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا يوسف
بن الماجشون عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا بمكة كل يوم مرتين فلما كان يوما
من ذلك جاءنا في الظهيرة فقلت يا أبه هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال بأبي وأمي ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم هل شعرت أن الله قد أذن لي في الخروج فقال
أبو بكر فالصحابة يا رسول الله قال الصحابة فقال أبو بكر إن عندي
لراحلتين قد علفتهما منذ كذا وكذا انتظارا لهذا اليوم فخذ إحداهما
فقال بثمنها يا أبا بكر قال بثمنها بأبي أنت وأمي إن شئت قالت فهيأنا
لهم سفرة ثم قطعت نطاقها فربطتها ببعضه فخرجا فمكثا في الغار
في جبل ثور فلما انتهيا إليه دخل أبوبكر الغار قبله فلم يترك فيه جحرا
إلا أدخل فيه أصبعه مخافة أن يكون فيه هامة وخرجت قريش حين فقدوهما
في بغائهما وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة وخرجوا
يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه فقال أبو بكر
لرجل يراه مواجه الغار يا رسول الله إنه ليرانا فقال كلا إن ملائكة
تسترنا بأجنحتها فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لو كان يرانا ما فعل هذا فمكثنا ثلاث ليال
يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر غنما لأبي بكر ويدلج
من عندهما فيصبح مع الرعاة في مرعاها ويروح معهم ويتطأطأ
في المشي حتى إذا أظلم انصرف بغنمه إليهما فيظن الرعاة أنه معهم
وعبد الله بن أبي بكر يظل بمكة يبطش الأخبار ثم يأتيهما إذا أظلم
فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة كبائت ثم خرجا من الغار
فأخذا على الساحل فجعل أبو بكر يسير أمامه فإذا خشي أن يؤتى من خلفه
سار خلفه فلم يزل كذلك مسيره وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس
فإذا لقيه لاق قال لأبي بكر من هذا معك فيقول هاد يهديني يريد الهداية
في الدين ويحسبه الآخر دليلا حتى إذا كانا بأبيات قديد وكان على طريقهما
على الساحل جاء إنسان إلى مجلس بني مدلج فقال قد رأيت راكبين
نحو الساحل فإني أرى أحدهما لصاحب قريش الذي يبغون فقال
سراقة بن مالك ذانك راكبان ممن بعثنا في طلبه يواري القوم ثم دعا
جاريته فسارها فأمرها أن تخرج بفرسه وتحط رمحه ولا تنصبه
حتى يأتيه في قراره بموضع كذا وكذا ثم يجيئها فركب فرسه ثم خرج
في آثارهما فقال سراقة فدنوت منهما حتى أني لأسمع قراءة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ركضت الفرس فوقعت بمنخرها
فأخرجت قداحا في كنانتي فضربت بها أضره أم لا أضره فخرج لا تضره
فأبت نفسي حتى اتبعته فأدركته بمثل ذلك الموضع فوقعت الفرس
فاستخرجت يده مرة أخرى فضربت بالقداح أضره أم لا أضره فخرج
لا تضره فأبت نفسي حتى إذا كنت بمثل ذلك الموضع خشيت أن يصيبني
مثل ما أصابني فناديته فقلت إني أرى سيكون لك شأنا فقف أكلمك
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يكتب له أمانا فأمره
أن يكتب له فكتب له قال سراقة فلما كان يوم حنين جئت بالكتاب فأخرجته
وناديت أنا سراقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاء قال سراقة
فما شبهت ساقه في غرره إلا الجمار فذكرت له شيئا أسأله فقلت
يا رسول الله إني رجل ذو نعم وان الحياض تملأ من الماء فيشرب
فيفضل من الماء في الحياض فيرد الهمل فهل لي في ذلك من أجر فقال النبي
صلى الله عليه وسلم نعم في كل كبد حرى أجر .
قال الله تعالى :
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا
فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ
هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
التوبة40
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق